الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (29)

وقوله تعالى [ ذكره ] {[55244]} : { قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم } يدل على أنه يوم القيامة لأنه قد نفع من آمن من الكفار إيمانهم يوم فتح مكة .

وروي أن المؤمنين قالوا : سيحكم الله بيننا يوم القيامة فيثيب المحسن ويعاقب المسيء ، فقال الكفار على التهزي : متى هذا الفتح ؟ أي : هذا الحكم .

يقال للحاكم فاتح وفتاح لأن الأحكام تنفتح على يديه وفي القرآن { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق } {[55245]} أي احكم .

ثم قال تعالى : { قل يوم الفتح } أي : قل لهم يا محمد : يوم الفتح لا ينفع من كفر بالله وآياته وإيمانه في ذلك الوقت ، وذلك يوم القيامة .

قال ابن زيد " يوم الفتح " أي : إذا جاء العذاب {[55246]} .

وقوله : { ولا هم ينظرون } أي : يؤخرون للتوبة / والرجوع إلى الدنيا .


[55244]:ساقط من ج
[55245]:الأعراف آية 88
[55246]:انظر: جامع البيان 21/116