محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (29)

{ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ } لحلول ما يغشي الأبصار ويعمي البصائر . وظهور منار الإيمان وزهوق الفريق الكافر . .

قال ابن كثير : أي إذا حل بكم بأس الله وسخطه وغضبه في الدنيا والأخرى ، لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ، كما قال تعالى {[6115]} : { فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم } الآيتين . ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة ، فقد أبعد النجعة ، وأخطأ فأفحش ، فإن يوم الفتح ، قد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء وقد كانوا قريبا من ألفين . ولو كان المراد فتح مكة ، لما قبل إسلامهم لقوله تعالى {[6116]} : { قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم } وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل كقوله {[6117]} : { فافتح بيني وبينهم فتحا } وكقوله {[6118]} : { قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق } الآية وقال تعالى {[6119]} : { واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد } وقال تعالى {[6120]} : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } .


[6115]:(40 غافر 83).
[6116]:(32 السجدة 29).
[6117]:(26 الشعراء 118).
[6118]:(34 سبأ 26).
[6119]:(14 إبراهيم 15).
[6120]:(8 الأنفال 19).