فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (29)

{ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ } وفي هذا دليل على أن يوم الفتح هو يوم القيامة ، الذي هو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم ، لأن يوم فتح مكة ؛ ويوم بدر : كليهما مما ينفع الإيمان ، وقد أسلم أهل مكة يوم الفتح ، وقبل منهم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم . والمعنى : ولا يقبل منهم الإيمان ، والعدول عن تطبيق الجواب على ظاهر سؤالهم ؛ للتنبيه على أنه ليس مما ينبغي أن يسأل عنه لكونه أمرا بينا وإنما المحتاج إلى البيان عدم نفع إيمانهم في ذلك اليوم كأنه قيل : لا تستعجلوا فكأني بكم قد آمنتم فلم ينفعكم واستنظرتم فلم تنظروا ، والآية إن عمت غير المستهزئين فهي تعميم بعد تخصيص ، وإن خصت بهم فهو إظهار في مقام الإضمار تسجيلا عليهم بالكفر ، وبيانا لعلة عدم النفع وعدم إمهالهم .

{ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ } أي لا يمهلون ولا يؤخرون بتأخير العذاب عنهم ليتوبوا ويعتذروا ، ولما فتحت مكة هرب قوم من بني كنانة فلحقهم خالد بن الوليد ؛ فأظهروا الإسلام فلم يقبله منهم خالد وقتلهم .