تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (29)

{ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولاهم ينظرون }

المفردات :

قل يوم الفتح : بإنزال العذاب بهم يوم القيامة .

ولا هم ينظرون : يمهلون لتوبة أو معذرة .

التفسير :

أي إذا جاء يوم النصر في الدنيا كيوم بدر أو فتح مكة ، أو جاء يوم القيامة ، فلن تقبل من الكفار توبة ولا إيمان لأن الله لا يقبل إلا في الدنيا .

والخلاصة :

إن جاء النصر يوم بدر فستقتلون ولا يقبل منكم الإيمان ولا ينفعكم لحيلولة القتل دون إيمانكم وإذا كان يوم القيامة فسيحكم لكم بالنار ولا تقبل منكم التوبة ولا الإيمان لأنه جاء بعد فوات الأوان .

قال القاسمي :

جاء في تفسير ابن كثير ما يأتي :

أي إذا حل بكم بأس الله وسخطه وغضبه في الدنيا والأخرى لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون كما قال تعالى : فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فلما رأوا باسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون . ( غافر : 83-85 ) .

ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة ، فقد أبعد النجعة ، وأخطأ فأفحش فإنه في يوم الفتح قد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء وقد كانوا قريبا من ألفين ولو كانا المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم لقوله تعالى :

{ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم . . . . } وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل كقوله تعالى : فافتح بيني وبينهم فتحا . ( الشعراء : 118 ) .

وكقوله تعالى : واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد . ( إبراهيم : 15 ) .

وقال تعالى : إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح . ( الأنفال : 19 ) .