بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (29)

ثم قال عز وجل : { قُلْ } يا محمد { يَوْمَ الفتح } يعني : يوم القيامة { لاَ يَنفَعُ الذين كَفَرُواْ إيمانهم } قال في رواية الكلبي : إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتذاكرون فيما بينهم وهم بمكة قبل فتح مكة لهم . وكان ناس من بني خزيمة كانوا إذا سمعوا ذلك منهم ، يستهزئون بهم ويقولون لهم : متى فتحكم هذا الذي كنتم تزعمون ؟ ويقولون : فنزل . { متى هذا الفتح } يا أصحاب محمد إن كنتم صادقين .

{ قُلْ } يا محمد { يَوْمَ الفتح } يعني : فتح مكة { لاَ يَنفَعُ الذين كَفَرُواْ إيمانهم } من القتل { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } حتى يقتلوا . وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة ، بعث خالد بن الوليد إلى بني خزيمة ، وقد كانت بينه وبينهم إحنة في الجاهلية . يعني : الحقد . فقالوا : قد أسلمنا . فقال لهم : انزلوا . فنزلوا فوضع فيهم السلاح فقتل منهم ، وأسر . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «اللَّهُمَّ إنِّي أَبْرَأُ إلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالَدُ بْنُ الوَلِيدِ » ؟ فبعث إليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالدية من غنائم خيبر ، فذلك قوله تعالى : { قُلْ يَوْمَ الفتح لاَ يَنفَعُ الذين كَفَرُواْ إيمانهم } من القتل { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } يعني : يؤجلون .