في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{سَلَٰمٞ قَوۡلٗا مِّن رَّبّٖ رَّحِيمٖ} (58)

30

ولهم فوق اللذائذ التأهيل والتكريم : ( سلام ) . . يتلقونه من ربهم الكريم : ( قولاً من رب رحيم ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{سَلَٰمٞ قَوۡلٗا مِّن رَّبّٖ رَّحِيمٖ} (58)

55

58 { سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } .

ما أعظم نعيم أهل الجنة ، فهم في أنس مع أزواجهم ، وراحة وعدم وحدة مع حسن المكان ، وإعطائهم كل ما يحتاجون إليه ، وتلذذهم بالنعيم ، وتلقيهم لأجمل تحية ، كما يقول الفخر الرازي في تفسيره .

إن نعيم الجنة عظيم ، ومعه سعادة ونضارة ، وسرور مقيم ، ورضوان من الله أكبر .

روى ابن أبي حاتم بسنده ، وابن ماجة في كتاب السنّة من سننه ، وجماعة ، عن جابر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بينما أهل الجنة في نعيم ، إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم ، فإذا الربُّ قد أشرف عليهم من فوقهم ، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة ، فذلك قوله تعالى : { سلام قولا من رب رحيم } . قال : فينظر إليهم ، وينظرون إليه ، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ، ما داموا ينظرون إليه ، حتى يحتجب عنهم ، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم " 24 .

وقيل : يسلّم الله على أهل الجنة عن طريق الملائكة .

لقوله تعالى : { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } [ الرعد : 23 ، 24 ] .

وعند التحقيق نجد أنه لا منافاة بين القولين ، فالله تعالى يسلّم على أهل الجنة ، والملائكة تسلّم عليهم ، فما أعظم نعيمهم ، وما أكرم جزاءهم ، اللهم اجعلنا من أهل الجنة ، واجعلنا من أهل رضوانك ونورك وبركتك في الدنيا والآخرة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{سَلَٰمٞ قَوۡلٗا مِّن رَّبّٖ رَّحِيمٖ} (58)

قوله : { سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } { سلام } ، بدل من قوله : { مَا يَدَّعُونَ } وقيل : خبر لمبتدأ مضمر ، أي هو سلام . و { قوْلاً } ، منصوب على أنه مصدر يُسلِّمون سلام . وقيل : منصوب على الاختصاص{[3920]} .

والمعنى : أن الله جل جلاله يسلِّم على أهل الجنة بواسطة الملائكة أو يسلم عليهم من غير واسطة ، تعظيما لهم وتكريما . قال ابن عباس : الملائكة يدخلون على أهل الجنة بالتحية من رب العالمين{[3921]} .


[3920]:الدر المصون ج 9 ص 279-280
[3921]:تفسير ابن كثير ج 3 ص 576 وتفسير النسفي ج 4 ص 11