تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{سَلَٰمٞ قَوۡلٗا مِّن رَّبّٖ رَّحِيمٖ} (58)

الآية 58 وقوله تعالى : { سلام قولا من ربٍّ رحيم } هذا يحتمل [ وجوها :

أحدها ]{[17517]} : يردّون إليهم ، أعني الملائكة سلام الله بحق التبليغ إليهم سلام نحو ما يبلّغ بعضهم إلى بعض سلام بعض : اقرئ فلانا مني السلام . فعلى ذلك يقولون : إن الله أقرأ عليكم السلام .

والثاني : أن يسلّم عليهم الملائكة بأمر ربهم [ كقوله ]{[17518]} : { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب } { سلام عليكم بما صبرتم } [ الرعد : 23 و24 ] .

والثالث : أن يكون القول من الله وعدا بالسلام لهم فيها من كل آفة وبلاء ، يكون في الدنيا كقوله : { ادخلوها بسلام آمنين } [ الحجر : 46 ] ونحوه .

وفي حرف أبيّ وابن مسعود : سلاما قولا بالنصب{[17519]} ، فهو ، والله أعلم ، كأنهم يجعلان تمام الكلام في قوله : { يدّعون } ثم يقطعان{[17520]} : سلاما قولا منه .

وأما قراءة هؤلاء برفع السلام فمعناها ، والله أعلم : ولهم ما يدّعون سلام ، تم الكلام ، وقُطع{[17521]} { قولا من } .


[17517]:في الأصل وم: وجهين: أحدهما.
[17518]:ساقطة من الأصل وم.
[17519]:. انظر معجم القراءات القرآنية ح5/216.
[17520]:.في الأصل وم: ثم يقطع.
[17521]:الواو ساقطة من الأصل وم.