قال ابن الأنباري : والوقف على يدّعون وقف حسن ، ثم يبتدىء { سلام } على معنى : لهم سلام ، وقيل : إن سلام هو خبر ما ، أي مسلم خالص ، أو ذو سلامة . وقال الزجاج : سلام مرفوع على البدل من ما أي : ولهم أن يسلم الله عليهم ، وهذا مني أهل الجنة ، والأولى أن يحمل قوله : { وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } على العموم ، وهذا السلام يدخل تحته دخولاً أوّلياً ، ولا وجه لقصره على نوع خاص ، وإن كان أشرف أنواعه تحقيقاً لمعنى العموم ، ورعاية لما يقتضيه النظم القرآني . وقيل : إن سلام مرتفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي سلام يقال لهم { قَوْلاً } ، وقيل : إن سلام مبتدأ ، وخبره الناصب ل{ قولا } أي سلام يقال لهم قولاً ، وقيل : خبره من ربّ العالمين ، وقيل التقدير : سلام عليكم هذا على قراءة الجمهور ، وقرأ أبيّ ، وابن مسعود ، وعيسى " سلاما " ً بالنصب إما على المصدرية ، أو على الحالية بمعنى : خالصاً ، والسلام : إما من التحية أو من السلامة . وقرأ محمد بن كعب القرظي " سلم " كأنه قال : سلم لهم لا يتنازعون فيه ، وانتصاب { قولاً } على المصدرية بفعل محذوف على معنى : قال الله لهم ذلك قولاً ، أو يقوله لهم قولاً ، أو يقال لهم قولاً : { مّن رَّبّ رَّحِيمٍ } أي من جهته . قيل : يرسل الله سحابة إليهم بالسلام . وقال مقاتل : إن الملائكة تدخل على أهل الجنة من كل باب يقولون : سلام عليكم يا أهل الجنة من ربّ رحيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.