في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ} (149)

149

فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ? أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون ? ألا إنهم من إفكهم ليقولون : ولد الله . وإنهم لكاذبون . أصطفى البنات على البنين ? مالكم كيف تحكمون ? أفلا تذكرون ? أم لكم سلطان مبين ? فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين . .

إنه يحاصر أسطورتهم في كل مساربها ؛ ويحاجهم بمنطقهم ومنطق بيئتهم التي يعيشون فيها . وهم كانوا يؤثرون البنين على البنات ؛ ويعدون ولادة الأنثى محنة ، ويعدون الأنثى مخلوقاً أقل رتبة من الذكر . ثم هم الذين يدعون أن الملائكة إناث . وأنهم بنات الله !

فهو هنا يستطرد معهم وفق منطقهم ، ويأخذهم به ليروا مدى تهافت الأسطورة وسخفها حتى بمقاييسهم الشائعة :

( فاستفتهم . . ألربك البنات ولهم البنون )?

أإذا كان الإناث أقل رتبة كما يدعون ؛ جعلوا لربهم البنات واستأثروا هم بالبنين ? ! أو اختار الله البنات وترك لهم البنين ? ! إن هذا أو ذاك لا يستقيم ! فاسألهم عن هذا الزعم المتهافت السقيم .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ} (149)

مناقشة المشركين وتفنيد عقائدهم .

{ فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ( 149 )أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ( 150 ) ألا إنهم من إفكهم ليقولون ( 151 ) ولد الله وإنهم لكاذبون ( 152 ) أصطفى البنات على البنين ( 153 )ما لكم كيف تحكمون ( 154 ) أفلا تذكرون ( 155 ) أم لكم سلطان مبين ( 156 ) فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ( 157 ) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ( 158 ) سبحان الله عما يصفون ( 159 ) }

المفردات :

فاستفتهم : فاستخبر كفار مكة توبيخّا لهم ، وسلهم على سبيل الإنكار عليهم .

149

التفسير :

149- { فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون } .

أي : اسألهم يا محمد عن مصدر هذا الزعم الكاذب ، أيليق بهم أن ينسبوا لله الملائكة ويجعلون إناثا ، وينسبون البنين إليهم ؟

وفي سورة النجم يقول القرآن الكريم : { ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ضيزى . [ النجم : 21 ، 22 ] .

أي : قسمة جائرة ، حيث جعلوا للخالق الرازق الإناث ، وللمخلوقين الذكور ، والملائكة عباد الله ، ملتزمون بأمر الله ، طائعون له ، لا يستكبرون عن طاعته ، ولا يتمتعون عن الامتثال لأمره .

قال سبحانه وتعالى : { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا } . [ النجم : 27 ، 28 ] .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ} (149)

شرح الكلمات :

{ فاستفتهم } : أي استخبر كفار مكة توبيخا لهم وتقريعاً .

{ ولهم البنون } : أي فيختصون بالأفضل الأشرف .

المعنى :

بعد تقرير البعث والتوحيد والنبوة في السياق السابق بالأدلة والحجج والبراهين القاطعة أراد تعالى إبطال فرية من أسوأ الفرى التي عرفتها ديار الجزيرة وهي قول بعضهم إن الله تعالى قد اصهر إلى الجن فأنجب الملائكة وهم بنات الله ، وهذا لا شك انه من إيحاء الشيطان لإِغواء الإِنسان وإضلاله فقال تعالى لرسوله استفتهم أي استخبرهم موبخا لهم مقرّعا قائلا لهم { ألربك البنات ولهم البنون } ، أي أما تخجلون عندما تنسبون لكم الأسنى والأشرف وهو البنون ، وتجعلون لله الآخس والأدنى وهو البنات .