في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

( إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ) . .

ولا يفصل القرآن هذه الصيحة . وإن كانت في موضع آخر في سورة " فصلت " توصف بأنها صاعقة : ( فإن أعرضوا فقل : أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) . . وقد تكون كلمة صاعقة وصفا للصيحة . فهي صيحة صاعقة . وقد تكون تعبيرا عن حقيقتها . فتكون الصيحة والصاعقة شيئا واحدا . وقد تكون الصيحة هي صوت الصاعقة . أو تكون الصاعقة أثرا من آثار الصيحة التي لا ندري من صاحبها .

وعلى أية حال فقد أرسلت على القوم صيحة واحدة ، ففعلت بهم ما فعلت ، مما جعلهم ( كهشيم المحتظر ) . . والمحتظر صانع الحظيرة . وهو يصنعها من أعواد جافة . فهم صاروا كالأعواد الجافة حين تيبس وتتحطم وتصبح هشيما . أو أن المحتظر يجمع لماشيته هشيما تأكله من الأعواد الجافة والعشب الناشف . وقد صار القوم كهذا الهشيم بعد الصيحة الواحدة !

وهو مشهد مفجع مفزع . يعرض ردا على التعالي والتكبر . فإذا المتعالون المتكبرون هشيم . وهشيم مهين . كهشيم المحتظر !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

23

المفردات :

صيحة واحدة : هي صيحة جبريل بهم .

كهشيم المحتضر : الهشيم : الشجر اليابس المتكسر ، أو الحشيش اليابس ، الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء .

التفسير :

31- { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } .

لقد صاح بهم جبريل صيحة واحدة ، كانت صاعقة مهلكة لهم أجمعين ، حيث صاروا فتاتا متهشما أشبه شيء بالشجر اليابس ، أو القمح الناشف الذي تحوّل إلى تبن ، يقدِّمه صاحب الحظيرة ( الزريبة ) إلى ماشيته .

الْمُحْتَظِرِ .

قال ابن عباس : هو الرجل الذي يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك ، فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم .

والحظيرة ( الزريبة ) التي يقيمها العرب وأهل البوادي للسكنى ، ولمنع البرد والسباع عن الغنم والإبل ، من الحظر وهو المنع .

وجاء في التفسير المنير :

والهشيم : الشجر اليابس المتهشم ، أي : المتكسر .

والمحتظر : الذي يعمل الحظيرة ليحفظ الغنم من الذئاب .

ووجه الشبه أن ما يحتظر به ييبس بطول الزمان ، وتطؤه البهائم فيتكسَّر ، وأنهم صاروا موتى جاثمين ، ملقى بعضهم فوق بعض ، كالحطب الذي يكسر في الطرق والشارعviii .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

{ صيحة واحدة } من السماء صاح بهم جبريل عليه السلام في طرف منازلهم . { فكانوا كهشيم المحتظر } أي ما تهشم وتفتتا من الشجر اليابس عند ما يعمل المحتظر حظيرة لماشيته منه . والهيشم : يابس كل كلأ وكل شجر ؛ من الهشم وهو كسر الشيء اليابس أو الأجوف . والمحتظر : الذي يعمل الحظيرة ، وهي الزريبة التي يصنعها العرب وأهل البادية للمواشي والسكنى من يابس الأغصان والأشجار ؛ من الحظر وهو المنع .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

كهشيم المحتظِر : الهشيم : كل زرع ونبات وشجر يابس ، والمحتظر : الذي يعمل حظيرة لغنمه ويتساقط منه بعض أجزائه وتتفتت حال العمل .

ثم أخذتهم صيحةُ العذاب فكانوا مثلَ الهشيم اليابس الذي يجمعه صاحبُ الحظيرة لماشيته .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

شرح الكلمات :

{ إنا أرسنا عليهم صيحة واحدة } : هي صيحة صباح السبت فهلكوا .

{ فكانوا كهشيم المحتظر } : أي صاروا بعد هلاكهم وتمزق أجسادهم كهشيم المحتظر وهو الرجل يجعل في ظهيرة غنمه العشب اليابس والعيدان الرقيقة يحظر بها لغنمه ويحفظها من البرد والذئاب .

المعنى :

وهذا بيانه قال تعالى { إنا أرسلنا عليهم صحية واحدة } هي صيحة جبريل عليه السلام فانخلعت لها قلوبهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين { كهشيم المحتظر } أي ممزقين محطمين مبعثرين هنا وهنا كحطب وخشب وعشب الحظائر التي تجعل للأغنام .

/ذ32

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

أرسل الله عليهم صيحة ورجفة أهلكتهم عن آخرهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

ثم بين عذابهم فقال :{ إنا أرسلنا عليهم صيحةً واحدة } قال عطاء : يريد صيحة جبريل عليه السلام ، { فكانوا كهشيم المحتظر } قال ابن عباس : هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة من الشجر والشوك دون السباع ، فما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم . وقال ابن زيد : هو الشجر البالي الذي تهشم حتى ذرته الريح . والمعنى : أنهم صاروا كيبس الشجر إذا تحطم ، والعرب تسمي كل شيء كان رطباً فيبس : هشيماً . وقال قتادة : كالعظام النخرة المحترقة . وقال سعيد بن جبير : هو التراب الذي يتناثر من الحائط .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

وقوله { كهشيم المحتظر } هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك دون السباع مما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

قوله تعالى : " إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة " يريد صيحة جبريل عليه السلام ، وقد مضى في " هود{[14493]} " . " فكانوا كهشيم المحتظر " وقرأ الحسن وقتادة وأبو العالية " المحتظر " بفتح الظاء أرادو الحظيرة . الباقون بالكسر أرادوا صاحب الحظيرة . وفي الصحاح : والمحتظر الذي يعمل الحظيرة . وقرئ " كهشيم المحتظر " فمن كسره جعله الفاعل ومن فتحه جعله المفعول به . ويقال للرجل القليل الخير : إنه لنَكِد الحظيرة . قال أبو عبيد : أراه سمى أمواله حظيرة لأنه حظرها عنده ومنعها ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة . المهدوي : من فتح الظاء من " المحتظر " فهو مصدر ، والمعنى كهشيم الاحتظار . ويجوز أن يكون " المحتظر " هو الشجر المتخذ منه الحظيرة . قال ابن عباس : " المحتظر " هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك ، فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم . قال :

أَثَرْنَ عَجَاجَةً كدخان نارٍ *** تشبّ بغرقد بالٍ هَشِيمِ

وعنه : كحشيش تأكله الغنم . وعنه أيضا : كالعظام النخرة المحترقة ، وهو قول قتادة . وقال سعيد بن جبير : هو التراب المتناثر من الحيطان في يوم ريح . وقال سفيان الثوري : هو ما تناثر من الحظيرة إذا ضربتها بالعصا ، وهو فعيل بمعنى مفعول وقال ابن زيد : العرب تسمي كل شيء كان رطبا فيبس هشيما . والحظر المنع ، والمحتظر المفتعل يقال منه : احتظر على إبله وحظر أي جمع الشجر ووضع بعضه فوق بعض ليمنع برد الريح والسباع عن إبله ، قال الشاعر :

ترى جِيَفَ المَطِيّ بجانبيه *** كأن عظامَها خَشَبُ الهَشِيمِ

وعن ابن عباس : أنهم كانوا مثل القمح الذي ديس وهشم ، فالمحتظر على هذا الذي يتخذ حظيرة على زرعه ، والهشيم فتات السنبلة والتبن .


[14493]:راجع جـ 9 ص 61.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

{ صيحة واحدة } صاح بها جبريل صيحة فماتوا منها .

{ فكانوا كهشيم المحتظر } الهشيم هو ما تكسر وتفتت من الشجر وغيرها والمحتظر الذي يعمل الحظيرة وهي حائط من الأغصان أو القصب ونحو ذلك ، أو يكون تحليقا للمواشي أو السكنى فشبه الله ثمود لما هلكوا بما يتفتت من الحظيرة من الأوراق وغيرها ، وقيل : المحتظر المحترق .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

ولما علم تفرغ ذهن السائل الواعي ، استأنف قوله مؤكداً إشارة إلى أن عذابهم مما يستلذ وينجح به ، وإرغاماً لمن يستبعد النصيحة الواحدة بفعل مثل ذلك ، وإعلاماً بأن القدرة على عذاب من كذب من غيرهم كهي على عذابهم فلا معنى للتكذيب : { إنا } بما لنا من العظمة { أرسلنا } إرسالاً عظيماً ، ودل على كونه عذاباً بقوله : { عليهم صيحة } وحقر شأنهم بالنسبة إلى عظمة عذابهم بقوله تعالى : { واحدة } صاحها عليهم جبريل عليه السلام فلم يكن بصيحته هذه التي هي واحدة طاقة ، وتلاشى عندها صياحهم حين نادوا صاحبهم لعقر الناقة . ولما تسبب عنها هلاكهم قال : { فكانوا } كوناً عظيماً { كهشيم المحتظر * } أي محطمين كالشجر اليابس الذي جعله الراعي ومن في معناه ممن يجعل شيئاً يأوي إليه ويحتفظ به ويحفظ به ماشيته في وقت ما لا يقاله ( ؟ ) وهو حظيره أي شيء مستدير مانع في ذلك الوقت لمن يدخل إليه فهو يتهشم ويتحطم كثير منه وهو يعمله فتدوسه الغنم ثم تتحطم أولاً فأولاً ، وكل ما سقط منه شيء فداسته الغنم كان هشيماً ، وكأنه الحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر

[ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ] هو الذي يجعل لغنمه حظيرة من يابس الشجر والشوك يحفظهن فيها من الذئاب والسباع وما سقط من ذلك فداسته هو الهشيم

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ( 31 ) }

إنا أرسلنا عليهم جبريل ، فصاح بهم صيحة واحدة ، فبادوا عن آخرهم ، فكانوا كالزرع اليابس الذي يُجْعل حِظارًا على الإبل والمواشي .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

قوله : { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة } أرسل الله جبريل العظيم فصاح فيهم صيحة أتت عليهم فأهلكتهم إهلاكا { فكانوا كهشيم المحتظر } الهشيم ، الشجر اليابس المتهشم المتكسر . والمحتظر ، الذي يعمل الحظيرة . وقال ابن عباس : المحتظر ، الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم . واحتظر على إبله أي جمع الشجر ووضع بعضه فوق بعض ليمنع به الريح والسباع عن إبله . وقيل : المحتظر ، المرعى بالصحراء حين ييبس ويحترق وتسفيه الريح .