في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

وهنا يصل بنا السياق إلى أصحاب الشمال - وهم أصحاب المشأمة الذين سبقت الإشارة إليهم في مطلع السورة :

وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ? في سموم وحميم . وظل من يحموم . لا بارد ولا كريم . إنهم كانوا قبل ذلك مترفين . وكانوا يصرون على الحنث العظيم . وكانوا يقولون : أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون ? أو آباؤنا الأولون ? قل : إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم . ثم إنكم أيها الضالون المكذبون . لآكلون من شجر من زقوم . فمالئون منها البطون . فشاربون عليه من الحميم . فشاربون شرب الهيم . هذا نزلهم يوم الدين . .

فلئن كان أصحاب اليمين في ظل ممدود وماء مسكوب . . فأصحاب الشمال ( في سموم وحميم وظل من يحموم ، لا بارد ولا كريم ) . . فالهواء شواظ ساخن ينفذ إلى المسام ويشوي الأجسام . والماء متناه في الحرارة لا يبرد ولا يروي . وهناك ظل ! ولكنه ( ظل من يحموم ) . . ظل الدخان اللافح الخانق . . إنه ظل للسخرية والتهكم ظل( لا بارد ولا كريم ) . . فهو ظل ساخن لا روح فيه ولا برد ؛ وهو كذلك كز لا يمنح وراده راحة ولا إنعاشا . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

41

المفردات :

لا بارد : لا هو بارد كسائر الظلال .

ولا كريم : ولا دافع أذى الحرّ لمن يأوي إليه ، بل هو حار ضار .

التفسير :

44- { لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } .

فالهواء شواظ ساخن ينفذ إلى المسام .

وَلاَ كَرِيمٍ . لا خير فيه .

قال ابن جرير : العرب تتبع هذه اللفظة ( الكريم ) في النفي ، فيقولون : هذا الطعام ليس بطيب ولا كريم ، وهذا اللحم ليس بسمين ولا كريم ، وهذه الدار ليست بواسعة ولا كريمة .

والخلاصة :

إن السموم تضربهم فيعطشون ، وتلتهم تارة أحشاءهم فيشربون الماء فيقطّع أمعاءهم ، ويريدون الاستظلال بظل فيكون ظل اليحموم .

أي أنهم في معاناة دائمة ، فإذا كان الهواء والماء والظل – وهي أبرد الأشياء وألطفها – حارة لافحة مفزعة لهم ، فما بالك بحالهم مع حرارة النار ولهيبها .

اللهم إنا نعوذ بك من النار ، ومن عذاب النار ، ونسألك أن تدخلنا الجنة مع الأبرار ، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

{ ولا كريم } نافع لمن يأوي إليه من أذى الحر .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

لا بارد يخفّف حرارةَ الجو ، ولا كريمٍ يعود عليهم بالنفع إذا استنشقوه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

{ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ } أي : لا برد فيه ولا كرم ، والمقصود أن هناك الهم والغم ، والحزن والشر ، الذي لا خير فيه ، لأن نفي الضد إثبات لضده .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

قوله تعالى : { لا بارد ولا كريم } قال قتادة : لا بارد المنزل ولا كريم المنظر . وقال سعيد بن المسيب : ولا كريم ولا حسن ، نظيره { من كل زوج كريم } . ( الشعراء- 7 ) وقال مقاتل : طيب .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

{ إنهم كانوا قبل ذلك } في الدنيا { مترفين } منعمين لا يتعبون في طاعة الله

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

" لا بارد " بل حار لأنه من دخان شفير جهنم . " ولا كريم " عذب ، عن الضحاك . وقال سعيد بن المسيب : ولا حسن منظره ، وكل ما لا خير فيه فليس بكريم . وقيل : " وظل من يحموم " أي من النار يعذبون بها ، كقوله تعالى : " لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل{[14652]} " [ الزمر : 16 ] .


[14652]:راجع جـ 15 ص 243.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ} (44)

ولما كان المعهود من الظل البرد والإراحة ، نفى{[62134]} ذلك عنه فقال : { لا بارد } ليروح النفس { ولا كريم * } ليؤنس به ويلجأ إليه ويرجى خيره{[62135]} ويعول في حال عليه بأن يفعل ما يفعله الواسع الخلق الصفوح من الإكرام ، بل هو مهين ، سماه ظلاًّ لترتاح النفس إليه ثم نفى عنه نفع الظل وبركته لينضم حرقان : اليأس بعد الرجاء إلى إخراق اليحموم فتصير الغصة غصتين .


[62134]:- من ظ، وفي الأصل: عن ذلك.
[62135]:- من ظ، وفي الأصل: غيره.