قوله : { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } صفتان للظلّ ، كقوله : «مِنْ يَحْمُومٍ » .
وفيه أنه قدم غير الصريحة على الصريحة ، فالأولى أن تجعل صفة ل «يحموم » ، وإن كان السياق يرشد إلى الأول .
وقرأ ابن أبي{[54907]} عبلة : { لا بَارِدٌ ولا كريمٌ } برفعهما : أي : «هُوَ لا بَارِدٌ » .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** فَأبِيتُ لا حَرجٌ ولا مَحْرُومُ{[54908]}
قال الضَّحاك : «لا بَارِدٍ » بل حار ؛ لأنه من دخان سعير جهنم ، «ولا كَرِيم » عذب .
وقال سعيد بن المسيّب : ولا حسن منظره ، وكل ما لا خير فيه ، فليس بكريم{[54909]} .
وقيل : { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } أي : من النَّار يعذبون بها كقوله تعالى : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } [ الزمر : 16 ] .
قال الزمخشري{[54910]} : «كرم الظل نفع الملهوف ، ودفع أذى الحرّ عنه » .
قال ابن الخطيب{[54911]} : ولو كان كذلك لكان البارد والكريم بمعنى واحد ، والأقوى أن يقال : فائدة الظل أمران :
والآخر : كون الإنسان فيه مكرماً ؛ لأن الإنسان في البرد يقصد الشمس ليدفأ بحرّها إذا كان قليل الثِّياب ، وفي الحرّ يطلب الظِّل لبرده ، فإذا كان من المكرمين يكون أبداً في مكان يدفع الحر والبرد عن نفسه ، فيحتمل أن يكون المراد هذا .
ويحتمل أن يقال : الظل يطلب لأمر حسّي ، وهو يرده ، ولأمر عقلي وهو التّكرمة ، وهذا معنى ما نقله الواحدي عن الفرَّاء بنفي كل شيء مستحسن ، فيقولون : «الدار لا واسعة ولا كريمة » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.