فلننظر كيف كانت عاقبة التكذيب . . ( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ) . .
وثمود - كما جاء في مواضع أخرى - كانت تسكن الحجر في شمالي الحجاز بين الحجاز والشام . وكان أخذهم بالصيحة كما سماها في غير موضع . أما هنا فهو يذكر وصف الصيحة دون لفظها . . ( بالطاغية ) . . لأن هذا الوصف يفيض بالهول المناسب لجو السورة . ولأن إيقاع اللفظ يتفق مع إيقاع الفاصلة في هذا المقطع منها . ويكتفي بهذه الآية الواحدة تطوي ثمود طيا ، وتغمرهم غمرا ، وتعصف بهم عصفا ، وتطغى عليهم فلا تبقي لهم ظلا !
الطاغية : الواقعة التي جاوزت الحدّ في الشدة والقوة .
5-فأما ثمود فأهلكوا بالطّاغية .
أهلك الله ثمود بالصيحة التي تجاوزت الحدّ في الشدة والقوة ، وصاحبها الرجفة والزلزال المدمّر ، وقد سمحت ثمود لقدار بن سالف أن يطعن الناقة طاغيا معتديا ، وقد أهلكهم الله جميعا لأنهم رضوا بفعله .
قال تعالى : كذّبت ثمود بطغواها* إذ انبعث أشقاها* فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها* فكذّبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها* ولا يخاف عقباها . ( الشمس : 11-15 ) .
الطاغية : هي صيحة العذاب والصاعقة التي تأخذ الظالمين .
فأهلكَ اللهُ ثمودَ بالصاعقة كما جَاءَ في سورة فصّلت { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فاستحبوا العمى عَلَى الهدى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ العذاب الهون بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ فصلت : 17 ] ، وهذا معنى الطاغية ، والرجفة كما جاء في سورة الأعراف . .
{ بالطاغية } يعني : الصيحة التي أخذت ثمود وسميت بذلك لأنها جاوزت الحد في الشدة ، وقيل : الطاغية مصدر فكأنه قال أهلكوا بطغيانهم ، فهو كقوله : { كذبت ثمود بطغواها } [ الشمس : 11 ] وقيل : هي صفة لمحذوف تقديره أهلكوا بسبب الفعلة الطاغية أو الفئة الطاغية والباء على هذين القولين سببية وعلى القول الأول كقولك قتلت زيدا بالسيف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.