في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

ومن ثم كان الجواب على التهكم بيوم القيامة واستبعاد موعدها ، سريعا خاطفا حاسما ، ليس فيه تريث ولا إبطاء حتى في إيقاع النظم ، وجرس الألفاظ . وكان مشهدا من مشاهد القيامة تشترك فيه الحواس والمشاعر الإنسانية ، والمشاهد الكونية :

( فإذا برق البصر . وخسف القمر ، وجمع الشمس والقمر . يقول الإنسان يومئذ أين المفر ? ) .

فالبصر يخطف ويتقلب سريعا سريعا تقلب البرق وخطفه . والقمر يخسف ويطمس نوره . والشمس تقترن بالقمر بعد افتراق . ويختل نظامهما الفلكي المعهود ، حيث ينفرط ذلك النظام الكوني الدقيق . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

المفردات :

برق البصر : دهش وتحيّر مما رأى فزعا مما رأى من أهوال يوم القيامة .

خسف القمر : ذهب ضوءه .

وجمع الشمس والقمر : في الطلوع من المغرب مظلمين .

أين المفر : المهرب من العذاب أو الهول .

التفسير :

7 ، 8 ، 9 ، 10- فإذا برق البصر* وخسف القمر* وجمع الشمس والقمر* يقول الإنسان يومئذ أين المفر .

إذا فوجئ الإنسان بأهوال القيامة ، وقف وانبهر ، وتخشع وتحارّ من شدة الأهوال ، ومن عظم ما نشاهده يوم القيامة من أمور ، ومنه قول ذي الرمّة :

ولو أن لقمان الحكيم تعرضت *** لعينيه من سافرا كاد يبرق

وخسف القمر .

ذهب ضوءه وانطمس نوره .

وجمع الشمس والقمر .

حيث تطلع الشمس من مغربها ، وكذلك القمر ، ولا ضوء للشمس ولا للقمر في ذلك الحين .

يقول الإنسان يومئذ أين المفر .

عندما يشاهد الإنسان هذه العلامات الكبرى ، التي تزلزل الوجدان والفؤاد ، يبحث عن مهرب خوفا من الله تعالى ، أو خوفا من جهنم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

وجُمع الشمس والقمر إيذانا بخراب هذا الكون ، عند ذلك تقوم القيامة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

أي جمعاً هو في غاية الإحكام والشدة كما أفهمه التذكير و-{[70140]} على أيسر الوجوه وأسهلها { الشمس } أي آية النهار { والقمر * } مع عدم إنارته وإن كان نوره الآن من نورها فذهب{[70141]} الانتفاع بهما وهما{[70142]} مع ذهاب النور وتفرق البصر مدركان{[70143]} لوجود الكشف التام عن الخفيات كما قال تعالى :{ فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }[ ق : 22 ] وبعد جمعهما يلقيان{[70144]} في النار كأنهما ثوران عقيران ، وبني الفعل للمفعول لأن المهول مطلق جمعهما المخرج لهما عن العادة وللدلالة{[70145]} على السهولة .


[70140]:زيدمن ظ و م.
[70141]:من ظ و م، وفي الأصل: فإنه يكون قد ذهب.
[70142]:من ظ و م، وفي الأصل: هو.
[70143]:من ظ و م، وفي الأصل: مدركا.
[70144]:من ظ و م، وفي الأصل: يلتقيان.
[70145]:من ظ و م، وفي الأصل: لدلالته.