في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ} (14)

ومهما اعتذر الإنسان بشتى المعاذير عما وقع منه ، فلن يقبل منها عذر ، لأن نفسه موكولة إليه ، وهو موكل بها ، وعليه أن يهديها إلى الخير ويقودها . فإذا انتهى بها إلى الشر فهو مكلف بها وحجة عليها :

( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ) . .

ومما يلاحظ أن كل شيء سريع قصير : الفقر . والفواصل . والإيقاع الموسيقي . والمشاهد الخاطفة . وكذلك عملية الحساب : ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر )هكذا في سرعة وإجمال . . ذلك أنه رد على استطالة الأمد والاستخفاف بيوم الحساب !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ} (14)

المفردات :

بصيرة : حجة بينة ، أو عين بصيرة .

التفسير :

14- بل الإنسان على نفسه بصيرة .

بل الإنسان حجة واضحة على نفسه ، وجوارح الإنسان تشهد عليه ، وهو مستبصر بما فعل في دنياه .

قال تعالى : يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون . ( النور : 24 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ} (14)

ثم بين الله تعالى أن أعظم شاهد على المرء هو نفسه فقال :

{ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } .

الإنسان يعلم ما فعل وما ترك وهو حجة بيِّنة على نفسه ، فلا يحتاج إلى أن ينبئه غيره ، فسمعه وبصره وجوارحه تشهد عليه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ} (14)

ولما عظم القيامة بكشف الأسرار فيها والإنباء بها ، وكان-{[70169]} الشأن أن الإنسان لا ينبأ إلا بما هو جاهل له أو غائب عنه ، وكان مما يخف على الإنسان في الدنيا النسيان ، وكان ذلك اليوم يوم كشف الغطاء ، زاده عظماً بالإعلام{[70170]} بأنه يجلو بصيرة الإنسان حتى يصير مستحضراً لجميع ما له من شأن ، فكان التقدير : وليس جاهلاً بشيء من ذلك ولا محتاجاً إلى الإنباء به ، قال بانياً عليه : { بل الإنسان } أي كل{[70171]} واحد من هذا النوع { على نفسه } خاصة { بصيرة * } أي حجة بينة على أعماله ، فالهاء للمبالغة - يعني أنه في غاية المعرفة لأحوال نفسه فإنه إذا تأمل وأنعم{[70172]} النظر ولم يقف مع الحظوظ عرف جيد فعله من رديئه ، أما في الدنيا فلان الفطر الأولى شاهدة بالخير والشر - كما أشار إليه صلى الله عليه وسلم بقوله : " البر ما {[70173]}سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب{[70174]} ، والإثم ما حاك في الصدر وترددت فيه النفس وإن أفتاك الناس وأفتوك " رواه الإمام أحمد عن أبي ثعلبة الخشني-{[70175]} رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " - رواه البخاري{[70176]} عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وأما في الآخرة فإن الله يعطيه في{[70177]} ذلك اليوم-{[70178]} قوة الذكرى حتى تصير أعماله كلها بين عينيه لأنه تعالى ينفي عنه الشواغل البدنية ويكشف عنه الحجب النفسانية حتى تصير أعماله ممثلة له كأنه يراها ولا تنفعه معذرته ، لأن كل شيء يعتذر به عن نفسه يعرف كذبه بنفس وجوده لا بشيء{[70179]} خارج عنه تارة يكون خالقه أوجده{[70180]} على ما هو عليه من العلم وسلامة الأسباب المزيلة للعلل{[70181]} وتارة بإنطاق{[70182]} جوارحه .


[70169]:زيد من ظ و م.
[70170]:من ظ و م، وفي الأصل: بالإعظام.
[70171]:زيد من ظ و م.
[70172]:من ظ و م، وفي الأصل: أمعن.
[70173]:من ظ و م ومسند الإمام أحمد 4/194 وراجع أيضا 228، وفي الأصل: اطمأن إليه القلب وسكنت النفس.
[70174]:من ظ و م ومسند الإمام أحمد 4/194 وراجع أيضا 228، وفي الأصل: اطمأن إليه القلب وسكنت النفس.
[70175]:زيد من ظ و م.
[70176]:في ظ و م: الشيخان، وراجع كتاب الأنبياء من الصحيح.
[70177]:سقط من ظ و م.
[70178]:زيد من ظ.
[70179]:من ظ و م، وفي الأصل: شيء.
[70180]:من ظ و م، وفي الأصل: واحده.
[70181]:من ظ و م، وفي الأصل: للعل.
[70182]:من ظ و م، وفي الأصل: باستنطاق.