59- { بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين } .
أيها العبد النادم بعد فوات الأوان ، المحتج بعدم هداية الله لك ، المتمنّي الرجوع إلى الدنيا ، لقد جاءتك الرسل والكتب ، وأعطيتك العقل والإرادة والاختبار ، ولفتُّ نظرك إلى الكون وما فيه من عظات وعبر ، ودلائل ومشاهد تدلّ على قدرة الإله الخالق ، وأخبرتك بقصص الأولين وما أصاب المكذبين ، وحدّثتك عن القيامة والبعث والحشر والجزاء ، كأن القيامة ماثلة أمامك .
وكان في هذه الآيات ما يكفي ويرشد للإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر ، لكنك كذّبت المرسلين ، وجحدت باليوم الآخر ، وآثرت الكفر على الإيمان ، والضلالة على الهدى ، فلا تلومنّ إلا نفسك ، ولا تحتج بأن هداية الله لم تصبك ، لأن الله يُعطي هداه لمن أحبّ الهدى ، ويرسل معونته وهدايته وفضله وتوفيقه لمن رغب في الإيمان وسعى إلى باب الرحمان ، وفي الحديث الشريف : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، إن الله تعالى يقول : { فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى . ( الليل : 5-10 ) .
وقال تعالى : { ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها } .
{ بلى } جواب للنفس التي حكى كلامها ولا يجاوب ببلى إلا النفي وهي هنا جواب لقوله : { لو أن الله هداني لكنت من المتقين } لأنه في معنى النفي لأن لو حرف امتناع وتقرير الجواب بل قد جاءك الهدى من الله بإرساله الرسل وإنزاله الكتب وقال ابن عطية : هي جواب لقوله : { لو أن لي كرة } فإن معناه يقتضي أن العمر يتسع للنظر فقيل له : بلى على وجه الرد عليه والأول أليق بسياق الكلام لأن قوله : { قد جاءتك آياتي } تفسير لما تضمنته بلى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.