قال قتادة : هذا قول صنف منهم / ، فقال صنف آخر : { لو أن الله هداني . . {[59140]} } الآية ، وقال صنف آخر : { لو أن لي كرة . . } الآية ، أي : رجعة{[59141]} .
قال ابن عباس : أخبر الله جل ذكره ما العباد قائلون قبل أن يقولوا ، وما هم عاملون قبل أن يعملوا ( فقال { لأنبئك مثل خبير }{[59142]} وقال : { لعادوا لما نهوا عنه ولو ردوا }{[59143]} . وقال : { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يومنوا به أول مرة }{[59144]} .
ومعنى : { لو أن الله هداني } ، أي : وفقني{[59145]} للرشاد .
ثم قال : { بلى قد جاءك آياتي فكذبت بها } دخلت ( هنا ( بلى ) ){[59146]} لأن معنى لو أن الله هداني ( ما هداني{[59147]} ) ودخلت{[59148]} جوابا للنفي حملا على المعنى : ( بلى هداني ){[59149]} .
ومعنى الآية أنها تكذيب من الله جل ذكره للقائل : ( لو أن الله هداني ) ، { لو أن لي كرة }{[59150]} ، فأعلمهم أن كتابه وحججه قد أتاهم فكذبوا واستكبروا عن الإيمان به وكانوا من الكافرين به .
وروت أم سلمة{[59151]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : { جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت }{[59152]} بكسر الكاف والتاء{[59153]} على مخاطبة النفس{[59154]} ، وبذلك قرأ الجحدري{[59155]} .
وقرأ الأعمش : ( بلى قد جاءته ) بالهاء{[59156]} .
وقيل : يلزم من كَسَرَ التاء والكاف ( أن يُقْرَأ وكنت ){[59157]} من الكوافر والكافرات{[59158]} . وهذا لا يلزم لأنه يحمل على المعنى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.