فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (59)

ثم ذكر سبحانه جوابه على هذه النفس المتمنية المتعللة بغير علة ، فقال : { بلى قَدْ جَاءتْكَ ءاياتي فَكَذَّبْتَ بِهَا واستكبرت وَكُنتَ مِنَ الكافرين } . المراد بالآيات هي : الآيات التنزيلية ، وهو القرآن ، ومعنى التكذيب بها قوله : إنها ليس من عند الله ، وتكبر عن الإيمان بها ، وكان مع ذلك التكذيب ، والاستكبار من الكافرين بالله . وجاء سبحانه بخطاب المذكر في قوله : جاءتك ، وكذّبت ، واستكبرت ، وكنت ، لأن النفس تطلق على المذكر والمؤنث . قال المبرد : تقول العرب نفس واحد ، أي إنسان واحد ، وبفتح التاء في هذه المواضع قرأ الجمهور . وقرأ الجحدري ، وأبو حيوة ، ويحيى بن يعمر بكسرها في جميعها ، وهي قراءة أبي بكر ، وابنته عائشة ، وأمّ سلمة ، ورويت عن ابن كثير .