فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (59)

ثم ذكر سبحانه جوابه على هذه النفس المتمنية المتعللة بغير علة فقال : { بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ( 59 ) } .

{ بَلَى } أي فيقال له من قبل الله : بلى الخ كأنه قال : ما هداني الله فيقال بلى { قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي } مرشدة لك ، والمراد بالآيات هي الآيات التنزيلية وهو القرآن { فَكَذَّبْتَ بِهَا } وهو قوله : إنها ليست من عند الله { وَاسْتَكْبَرْتَ } أي تكبرت عن الإيمان بها { وَكُنْتَ } مع ذلك التكذيب والاستكبار { مِنَ الْكَافِرِينَ } بالله .

وجاء سبحانه بخطاب المذكر في قوله جاءتك وكذبت ، واستكبرت ، وكنت لأن النفس تطلق على المذكر والمؤنث . قال المبرد : تقول العرب نفس واحد أي إنسان واحد ، أو التذكير باعتبار كونها شخصا كافرا قرأ الجمهور بفتح التاء في هذه المواضع ، وقرئ بكسرها في جميعها وهي قراءة أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، وبنته عائشة ، وأم سلمة ، ورويت عن ابن كثير .