تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (59)

53

59- { بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين } .

أيها العبد النادم بعد فوات الأوان ، المحتج بعدم هداية الله لك ، المتمنّي الرجوع إلى الدنيا ، لقد جاءتك الرسل والكتب ، وأعطيتك العقل والإرادة والاختبار ، ولفتُّ نظرك إلى الكون وما فيه من عظات وعبر ، ودلائل ومشاهد تدلّ على قدرة الإله الخالق ، وأخبرتك بقصص الأولين وما أصاب المكذبين ، وحدّثتك عن القيامة والبعث والحشر والجزاء ، كأن القيامة ماثلة أمامك .

وكان في هذه الآيات ما يكفي ويرشد للإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر ، لكنك كذّبت المرسلين ، وجحدت باليوم الآخر ، وآثرت الكفر على الإيمان ، والضلالة على الهدى ، فلا تلومنّ إلا نفسك ، ولا تحتج بأن هداية الله لم تصبك ، لأن الله يُعطي هداه لمن أحبّ الهدى ، ويرسل معونته وهدايته وفضله وتوفيقه لمن رغب في الإيمان وسعى إلى باب الرحمان ، وفي الحديث الشريف : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، إن الله تعالى يقول : { فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى . ( الليل : 5-10 ) .

وقال تعالى : { ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها } .

( الشمس 7-10 ) .