تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (59)

الآية 59 قال عز وجل : { بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } يقول ، والله أعلم ، { بلى قد جاءتك آياتي } وبيّنت لك الهداية من الغواية وسبيل الحق من الباطل والخير من الشر والكذب من الصدق ، ومكّنتك{[18030]} من اختيار الهداية على الغواية [ ومكّنت لكم ]{[18031]} اختيار الحق على الباطل والصدق على الكذب ، لكن تركتم ذلك ، وضيّعتم ، واستخففتم به ، واشتغلتم بضد ذلك . فإنما جاء ذلك التضييع من قِبلكم لا من قبل الله [ والله ]{[18032]} عز وجل قد أتى بالحجج والآيات والبيان في ذلك غاية ما يجب أن ترى ما لم يكن لأحد عذر في الجهل في ذلك والترك [ له ]{[18033]} ، والله أعلم .

وأكثر القرآن على التذكير في قوله عز وجل : { بلى قد جاءتك آياتي } إلى آخره على إرادة [ الإنسان ]{[18034]} ومخاطبته . وقد يقرأ بالتأنيث على إرادة النفس التي تقدم ذكرها والخبر عنها .

ويروى في ذلك خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه قرأ بالتأنيث { بلى قد جاءتك آياتي } ) [ أبو داوود 3990 ] والله أعلم .


[18030]:في الأصل وم: ومكنت.
[18031]:في الأصل وم: ومكن لهم.
[18032]:ساقطة من الأصل وم.
[18033]:ساقطة من الأصل وم.
[18034]:ساقطة من الأصل وم.