في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا} (39)

36

( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) . .

فلا يحسبون للخلق حسابا فيما يكلفهم الله به من أمور الرسالة ، ولا يخشون أحدا إلا الله الذي أرسلهم للتبليغ والعمل والتنفيذ .

( وكفى بالله حسيبا ) . .

فهو وحده الذي يحاسبهم ، وليس للناس عليهم من حساب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا} (39)

القول في تأويل قوله تعالى : { الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاَتِ اللّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاّ اللّهَ وَكَفَىَ بِاللّهِ حَسِيباً } .

يقول تعالى ذكره : سنة الله في الذين خلوا من قبل محمد من الرسل ، الذي يبلغون رسالات الله إلى من أُرسلوا إليه ، ويخافون الله في تركهم تبليغ ذلك إياهم ، ولا يخافون أحدا إلا الله ، فإنهم إياه يرهبون إن هم قصروا عن تبليغهم رسالة الله إلى من أُرسلوا إليه . يقول لنبيه محمد : فمن أولئك الرسل الذين هذه صفتهم ، فكن ولا تخش أحدا إلا الله ، فإن الله يمنعك من جميع خلقه ، ولا يمنعك أحد من خلقه منه ، إن أراد بك سوءا . «والذين » من قوله : الّذِينَ يُبَلّغونَ رِسالاَتِ اللّهِ خفض ردّا على «الذين » التي في قوله : سَنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوْا . وقوله : وكَفَى باللّهِ حَسِيبا يقول تعالى ذكره : وكفاك يا محمد بالله حافظا لأعمال خلقه ، ومحاسبا لهم عليها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا} (39)

وقرأ ابن مسعود «الذين بلغوا رسالات الله ، وقوله { ولا يخشون أحداً إلا الله } تعريض بالعتاب الأول في خشية النبي عليه السلام الناس ، ثم رد الأمَر كله إلى الله وأنه المحاسب على جميع الأعمال والمعتقدات { وكفى } به لا إله إلا هو ، ويحتمل أن يكون { حسيباً } بمعنى محسب أي كافياً .