تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا يَسۡـَٔمُونَ۩} (38)

{ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا } عن عبادة الله تعالى ، ولم ينقادوا لها ، فإنهم لن يضروا الله شيئًا ، والله غني عنهم ، وله عباد مكرمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، ولهذا قال : { فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ } يعني : الملائكة المقربين { يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ } أي : لا يملون من عبادته ، لقوتهم ، وشدة الداعي القوي منهم إلى ذلك .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا يَسۡـَٔمُونَ۩} (38)

قوله : { فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } يبين الله حقارة المشركين وهوانهم عليه وأنهم لن يضروه بكفرهم شيئا ، والمعنى ههنا ، أنّ المشركين إنْ استكبروا عن عبادة الله وحده فإن عتوهم أو استكبارهم لن ينقص من ملكوت الله مثقال ذرة . والله لا يعبأ بعباده إن عتوا عن مره أو استكبروا عن عبادته ، إنما يحيق كفرهم وإشراكهم بهم أنفسهم ، ويبين أن هنالك عبادا أطهارا مكْرَمين ، وهم الملائكة ، يعبدون الله ويسجدون له في الليل والنهار لا يملون ولا يفترون .