تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (3)

فلما ذكر خلق الإنسان المكلف المأمور المنهي ، ذكر خلق باقي المخلوقات ، فقال : { خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي : أجرامهما ، [ وجميع ] ما فيهما ، فأحسن خلقهما ، { بِالْحَقِّ } أي : بالحكمة ، والغاية المقصودة له تعالي ، { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } كما قال تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } فالإنسان أحسن المخلوقات صورة ، وأبهاها منظرًا . { وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } أي : المرجع يوم القيامة ، فيجازيكم على إيمانكم وكفركم ، ويسألكم عن النعم والنعيم ، الذي أولاكموه{[1112]}  هل قمتم بشكره ، أم لم تقوموا بشكره ؟


[1112]:- في ب: أولاكم.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (3)

وقرأ جمهور الناس : «صُوركم » بضم الصاد ، وقرأ أبو رزين : «صِوركم » بكسرها ، وهذا تعديد النعمة في حسن الخلقة ، لأن أعضاء ابن آدم متصرفة لجميع ما تتصرف به أعضاء الحيوان ، وبزيادات كثيرة فضل بها ثم هو مفضل بحسن الوجه ، وجمال الجوارح ، وحجة هذا قوله تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }{[11136]} [ التين : 4 ] ، وقال بعض العلماء : النعمة المعددة هنا إنما هي صورة الإنسان من حيث هو إنسان مدرك عاقل ، فهذا هو الذي حسن له حتى لحق ذلك كمالات كثيرة .

قال القاضي أبو محمد : والقول الأول أحرى في لغة العرب ، لأنها لا تعرف الصور إلا الشكل ، وذكر تعالى علمه بما في السماوات والأرض ، فعم عظام المخلوقات .


[11136]:?????