فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (3)

{ خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير ( 3 ) }

ربنا وخالقنا هو كذلك- وحده- الذي خلق السماوات بطباقها وملائكها وشموسها ونجومها وفلكها ، وخلق الأرض بيابسها ومائها وسهلها وجبالها ، ونبتها وحيوانها ، وأقواتها وأرزاقها ، وإنسها وجنها ، وهوائها وما يحيط بها ، خلق ذلك حقا دون شك ولا شراك ، وبهذا الحق المطابق للصواب والحكمة ؛ وميز الآدمي وكرمه : { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا }{[7030]} ، وسلطه على ما في الكون من عظيم ما برأ وذرا : { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه . . . }{[7031]} . كما حسن تقويمنا ، وجمل أشكالنا على أحسن تصوير وأبدعه ؛ وإليه المرجع والمآب . وحسبك من بديع صنع ربك أن جعلنا أبدع الحيوان وأبهاه صورة [ بدليل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور ؛ ومن حسن صورته أنه خلق منتصبا غير منكب . . ]{[7032]} .


[7030]:- سورة الإسراء. الآية 70.
[7031]:- سورة الجاثية. من الآية 13.
[7032]:- ما بين العارضتين أورده القرطبي.