ثم لما ذكر سبحانه خلق العالم الصغير اتبعه بخلق العالم الكبير فقال :
{ خلق السموات والأرض } خلقا متلبسا { بالحق } أي بالحكمة البالغة ، وقيل : خلق ذلك خلقا يقينيا لا ريب فيه ، وقيل . الباء بمعنى اللام ، أي خلق ذلك لإظهار الحق ، وهو أن يجزي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته ، ثم رجع سبحانه إلى خلق العالم الصغير كذا قال مقاتل ، وقيل : المراد جميع الخلائق وهو الظاهر ، أي أنه سبحانه خلقهم في أكمل صورة وأحسن تقويم ، وأجمل شكل وأبهاه ، لا يتمنى الإنسان أن تكون صورته على خلاف ما يرى سائر الصور قال بعض الحكماء شيئان لا غاية لهما ، الجمال والبيان ، والتصوير والتخطيط والتشكيل ، قرأ الجمهور صوركم بضم الصاد وقرئ بكسرها .
{ وإليه المصير } في الدار الآخرة لا على غيره .
" وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مكث المني في الرحم أربعين ليلة أتاه ملك النفوس ، فعرج به على الرب فيقول : يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي الله ما هو قاض ، فيقول : أشقي أو سعيد ؟ فيكتب ما هو لاق ، وقرأ أبو ذر من فاتحه التغابن خمس آيات إلى قوله : { وإليه المصير } أخرجه عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.