تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (37)

ثم أوصى الرسول من غير كتاب لما رأى من عقله وأنه سينقل كلامه على وجهه فقال : { ارْجِعْ إِلَيْهِمْ } أي : بهديتك { فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ } أي : لا طاقة لهم { بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ }

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (37)

{ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ } أي : بهديتهم ، { فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا } أي : لا طاقة لهم بقتالهم ، { وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا } أي : من بلدهم ، { أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ } أي : مهانون مدحورون .

فلما رجعت إليها رسلُها بهديتها ، وبما قال سليمان ، سمعت وأطاعت هي وقومها ، وأقبلت تسير إليه في جنودها خاضعة ذليلة ، معظمة لسليمان ، ناوية متابعته في الإسلام . ولما تحقق سليمان ، عليه السلام ، قدومهم عليه ووفودهم إليه ، فرح{[22044]} بذلك وسَرّه .


[22044]:- في ف : "ففرح".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (37)

ثم توعدهم بالجنود والغلبة والإخراج أذلاء والمعنى إن لم يسلموا ، وقرأ عبد الله «لا قبل لهم بهم » على جمع ضمير الجنود . و { لا قبل } معناه لا طاقة ولا مقاومة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (37)

توعدهم وهددهم بأنه مرسل إليهم جيشاً لا قِبَل لهم بحربه . وضمائر جمع الذكور الغائب في قوله : { فلنأتينهم } و { لنخرجنهم } عائدة إلى القوم ، أي لنخرجن من نخرج من الأسرى .

وقوله : { فلنأتينهم بجنود } يحتمل أنه أراد غزو بلدها بنفسه ، فتكون الباء للمصاحبة . ويحتمل أنه أراد إرسال جنود لغزوها فتكون الباء للتعدية كالتي في قوله تعالى : { ذهب الله بنورهم } [ البقرة : 17 ] أي أذهبه ؛ فيكون المعنى : فلنؤتينهم جنوداً ، أي نجعلها آتية إياهم .

والقِبَل : الطاقة . وأصله المقابلة فأطلق على الطاقة لأن الذي يُطيق شيئاً يثبت للقائه ويقابله . فإذا لم يُطقه تقهقر عن لقائه . ولعل أصل هذا الاستعمال ناظر إلى المقابلة في القتال .

والباء في { بها } للسببية ، أي انتفى قِبلهم بسببها ، أو تكون الباء للمصاحبة ، أي انتفى قِبلهم المصاحب لها ، أي للقدرة على لقائها .

وضمير { بها } للجنود وضمير { منها } للمدينة ، وهي مأرب ، أي يخرجهم أسرى ويأتي بهم إلى مدينته .

والصاغر : الذليل ، اسم فاعل من صغر بضم الغين المستعمل بمعنى ذل ومصدره الصغار . والمراد : ذل الهزيمة والأسر .