الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (37)

{ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ } بالهدية { فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ } لا طاقة { لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ } أي من أرضها وملكها { أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ } ذليلون إن لم يأتوني مسلمين .

قال وهب وغيرهُ مِن أهل الكتب : لما رجعت رُسل بلقيس إليها من عند سليمان ( عليه السلام ) قالت : قد والله عرفت ما هذا بمَلِك ، وما لنا به طاقة ، وما نصنع بمكاثرته شيئاً ، فبعثت إلى سليمان : إنّي قادمة عليك بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك وما تدعو إليه من دينك ، ثم أمرت بعرشها فجُعل في آخر سبعة أبيات بعضها في بعض ، في آخر قصر من سبع قصور لها ، ثم أغلقت دونه الأبواب ووكلت به حرّاساً يحفظونه ثمَّ قالت لمن خلّفت على سلطانها : احتفظ بما قبلك وسرير ملكي ، فلا يخلص إليه أحد ولا يزيّنه حتى آتيك ، ثم أمرت منادياً فنادى في أهل مملكتها يؤذنهم بالرحيل ، وشخصت الى سليمان في اثني عشر ألف قيل من ملوك اليمن تحت يدي كل قيل أُلوف كثيرة .