قوله : «ارْجِعْ » الظاهر أن الضمير يعود على الرسول{[38945]} ، وتقدمت قراءة عبد الله : «ارجعوا » ، وقيل : يعود على الهدهد{[38946]} . «فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ » وهذا جواب قسم مقدر ، وكذلك قوله : «ولَنُخْرَجَنَّهُم » . قوله : «لاَ قِبَلَ » صفة ل «جُنُود » ، أي : لا طاقة ، وحقيقته : لا مقابلة{[38947]} والضمير في " بها " عائد على " جنود " ، لأنه جمع تكسير فيجري مجرى المؤنثة الواحدة كقولهم : الرِّجَالُ وأعضَادَها{[38948]} . وقرأ عبد الله «بهم »{[38949]} على الأصل . «ولَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا » أي من بلادهم وأرض سبأ{[38950]} «أَذِلَّةً » حال{[38951]} ، والذل : أن يذهب عنهم ما كان عندهم من العز والملك{[38952]} . قوله : «وَهُمْ صَاغِرُون » حال ثانية ، والظاهر أنها مؤكدة ، لأن «أَذِلَّةً » تغني عنها . فإن قيل : قوله «فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ » ، و «لَنُخْرِجَنَّهُمْ » قسم ، فلا بد أن يقع ! .
فالجواب : أنه معلق{[38953]} على شرطٍ حُذِفَ لفهم المعنى ، أي : إن{[38954]} لم يأتوني مسلمين ، والصغار : أن يقعوا في أسر واستعباد{[38955]} .
قال ابن عباس : لما رجعت رسل بلقيس إليها من عند سليمان ، قالت : قد عرفت والله ما هذا بملك ، ولا لنا به من{[38956]} طاقة ، وبعثت إلى سليمان : إني قادمة عليك{[38957]} بملوك قومي ، حتى{[38958]} أنظر ما أمرك وما تدعو إليه من دينك ثم آذنت بالرحيل إلى سليمان ، فلما قربت منه على فرسخ ، فرأى سليمان رهجاً قريباً ، فقال ما هذا ؟ قالوا بلقيس قد نزلت منا بهذا المكان . قال ابن عباس : وكان بن الكوفة والحيرة قدر فرسخ ، فأقبل سليمان حينئذٍ على جنوده{[38959]} ، فقال : { قَالَ يا أيها الملأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } ؟ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.