الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (37)

قوله : { ارْجِعْ } : الظاهرُ أنَّ الضميرَ يعودُ على الرسولِ . وتقدَّمَتْ قراءةُ عبدِ الله " ارْجِعُوا " . وقيل : يعودُ على الهُدْهُدِ .

قوله : { لاَّ قِبَلَ } : صفةٌ ل " جُنودٍ " ومعنى لا قِبَلَ : لا طاقَةَ . وحقيقتُه لا مقابلةَ . والضميرُ في " بها " عائدٌ على " جنود " لأنه جمعُ تكسيرٍ فيجري مَجْرى المؤنثةِ الواحدةِ كقولهِم : " الرجال وأَعْضادُها " .

وقرأ عبد الله " بهم " على الأصلِ .

وقوله : { وَهُمْ صَاغِرُونَ } حالٌ ثانيةٌ . والظاهرُ أنها مؤكِّدةٌ ؛ لأنَّ " اَذِلَّة " تُغْني عنها . إنْ قيل : قولُه : " فَلَنَأْتِيَنَّهم " و " لنُخْرِجَنَّهُمْ " قسمٌ فلا بدَّ أن يقعَ .