النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱرۡجِعۡ إِلَيۡهِمۡ فَلَنَأۡتِيَنَّهُم بِجُنُودٖ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخۡرِجَنَّهُم مِّنۡهَآ أَذِلَّةٗ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ} (37)

قوله { ارْجِعْ إِلَيْهِمْ } فيه قولان :

أحدهما : أنه قال ذلك للرسول ارجع إليهم بما جئت به من الهدايا ، قاله قتادة ويزيد بن رومان .

الثاني : أنه قال ذلك للهدهد [ ارجع إليهم ] ، قائلاً لهم :

{ فَلَنَأتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُم بِهَا } أي لا طاقة لهم بها ليكون الهدهد نذيراً لهم ، قاله زهير .

وصدق نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم لأن من جنوده الإنس والجن والطير فليس لأحدٍ بها طاقة .

{ وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً } الآية . إخباراً لهم عما يصنعه بهم ليسعد منهم بالإيمان من هدي وهذه سنّة كل نبي .