تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } أي : تختبر سرائر الصدور ، ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه قال تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } ففي الدنيا ، تنكتم كثير من الأمور ، ولا تظهر عيانًا للناس ، وأما في القيامة ، فيظهر بر الأبرار ، وفجور الفجار ، وتصير الأمور علانية .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

أي : يوم القيامة تبلى فيه السرائر ، أي : تظهر وتبدو ، ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا . وقد ثبت في الصحيحين ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يرفع لكل غادر لواء عند استه{[29954]} يقال : هذه غَدْرَةُ فلان بن فلان " {[29955]} .


[29954]:- (1) في أ: "عند رأسه".
[29955]:- (2) صحيح البخاري برقم (3188) وصحيح مسلم برقم (1735).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

يوم تبلى السرائر تتعرف ويميز بين ما طاب من الضمائر وما خفي من الأعمال وما خبث منها وهو ظرف ل رجعه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

و { تبلى السرائر } معناه : تختبر وتكشف بواطنها ، وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن { السرائر } التي يبتليها الله تعالى من العباد : التوحيد والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة . وصوم رمضان{[11739]} .

قال القاضي أبو محمد رحمه الله :

وهذه عظم الأمر . وقال أبو قتادة : الوجه في الآية العموم في جميع السرائر ، وليس يمتنع في الدنيا من المكاره إلا بأحد وجهين : إما بقوة في ذات الإنسان وإما بناصر خارج عن ذاته ، فأخبر الله تعالى عن الإنسان أنه يعدمهما يوم القيامة فلا يعصمه من أمر الله تعالى شيء .


[11739]:أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) عن أبي الدرداء، ولفظه كما ذكره السيوطي في (الدر المنثور): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ضمن الله خلقه أربعة، الصلاة والزكاة وصوم رمضان والغسل من الجنابة، وهن السرائر التي قال الله (يوم تبلى السرائر)، وفي رواية ذكرها المهدوي (ائتمن الله تعالى خلقه على أربع:...الحديث).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

و { يوم تبلى السرائر } متعلق ب { رجعه } أي يَرْجعه يومَ القيامة .

و { السرائر } : جمع سريرة وهي ما يُسِره الإِنسان ويُخفيه من نواياه وعقائده .

وبَلْو السرائر ، اختبارها وتمييز الصالح منها عن الفاسد ، وهو كناية عن الحساب عليها والجزاء ، وبلوُ الأعمال الظاهرة والأقوال مستفاد بدلالة الفحوى من بلو السرائر .

ولما كان بلو السرائر مؤذناً بأن الله عليم بما يستره الناس من الجرائم وكان قوله : { يوم تبلى السرائر } مشعراً بالمؤاخذة على العقائد الباطلة والأعمال الشنيعة فرع عليه قوله : { فما له من قوة ولا ناصر } .