تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

ف { قَالُوا } لهم موبخين ومبينين أن شفاعتهم لا تنفعهم ، ودعاءهم لا يفيدهم شيئًا : { أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } التي تبينتم بها الحق والصراط المستقيم ، وما يقرب من الله وما يبعد منه ؟

{ قَالُوا بَلَى } قد جاءونا بالبينات ، وقامت علينا حجة الله البالغة فظلمنا وعاندنا الحق بعد ما تبين . { قَالُوا } أي : الخزنة لأهل النار ، متبرئين من الدعاء لهم والشفاعة : { فَادْعُوا } أنتم ولكن هذا الدعاء هل يغني شيئا أم لا ؟

قال تعالى : { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } أي : باطل لاغ ، لأن الكفر محبط لجميع الأعمال صادّ لإجابة الدعاء .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

21

ولكن خزنة جهنم لا يستجيبون لهذه الضراعة البائسة الذليلة الملهوفة . فهم يعرفون الأصول . ويعرفون سنة الله ، ويعرفون أن الأوان قد فات . وهم لهذا يزيدون المعذبين عذاباً بتأنيبهم وتذكيرهم بسبب هذا العذاب :

( وقالوا : أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات ? . . قالوا : بلى ) .

وفي السؤال وفي جوابه ما يغني عن كل حوار . وعندئذ نفض الخزنة أيديهم منهم ، وأسلموهم إلى اليأس مع السخرية والاستهتار :

( قالوا : فادعوا ) . .

إن كان الدعاء يغير من حالكم شيئاً ، فتولوا أنتم الدعاء .

وتعقب الآية قبل تمامها على هذا الدعاء :

( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) . .

لا يبلغ . ولا يصل . ولا ينتهي إلى جواب . إنما هو الإهمال والازدراء للكبراء والضعفاء سواء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

فراجعتهم الخزنة على معنى التوبيخ لهم . والتقرير : { أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } فأقر الكفار عند ذلك وقالوا { بلى } ، أي قد كان ذلك ، فقال لهم الخزنة عند ذلك : فادعوا أنتم إذاً ، وعلى هذا معنى الهزء بهم ، فادعوا أيها الكافرون الذين لا معنى لدعائهم ، وقالت فرقة : { وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } هو من قول الخزنة . وقالت فرقة : هو من قول الله تعالى إخباراً منه لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وجاءت هذه الأفعال على صيغة المضي ، قال الناس الذين استكبروا وقال للذين في النار ، لأنها وصف حال متيقنة الوقوع فحسن ذلك فيها .