تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

{ جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي : جنات إقامة ، لا يبغي صاحبها بدلا منها ، من كمالها وتمام نعيمها ، وليسوا بخارجين منها ولا بمخرجين .

{ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ } أي : مفتحة لأجلهم أبواب منازلها ومساكنها ، لا يحتاجون أن يفتحوها هم ، بل هم مخدومون ، وهذا دليل أيضا على الأمان التام ، وأنه ليس في جنات عدن ، ما يوجب أن تغلق لأجله أبوابها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

يبدأ المشهد بمنظرين متقابلين تمام التقابل في المجموع وفي الأجزاء ، وفي السمات والهيئات : منظر( المتقين )لهم ( حسن مآب ) . ومنظر( الطاغين )لهم ( شر مآب ) . فأما الأولون فلهم جنات عدن مفتحة لهم الأبواب . ولهم فيها راحة الاتكاء ، ومتعة الطعام والشراب . ولهم كذلك متعة الحوريات الشواب . وهن مع شبابهن ( قاصرات الطرف )لا يتطلعن ولا يمددن بأبصارهن . وكلهن شواب أتراب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

القول في تأويل قوله تعالى : { جَنّاتِ عَدْنٍ مّفَتّحَةً لّهُمُ الأبْوَابُ } :

قوله تعالى ذكره : ( جَنّاتِ عَدْنٍ ) : بيان عن حسن المآب ، وترجمة عنه ، ومعناه : بساتينُ إقامة . وقد بيّنا معنى ذلك بشواهده ، وذكرنا ما فيه من الاختلاف فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وقد : حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( جَنّاتِ عَدْنٍ ) قال : سأل عمر كعبا ما عَدَن ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، قصور في الجنة من ذهب يسكنها النبيون والصدّيقون والشهداء وأئمةُ العدل .

وقوله : ( مُفَتّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ ) يعني : مفتحة لهم أبوابها وأدخلت الألف واللام في الأبواب بدلاً من الإضافة ، كما قيل : فإنّ الجَنّةَ هِيَ المَأْوَى بمعنى : هي مَأْواه وكما قال الشاعر :

ما وَلَدْتكُمْ حَيّةُ ابْنَةُ مالِكٍ *** شفاحا وَما كانَتْ أحادِيثَ كاذِبِ

وَلَكِنْ نَرَى أقْدَامَنا فِي نِعالِكُمْ *** وآنُفَنا بينَ اللّحَي والحَوَاجِبِ

بمعنى : بين الحاكم وحواجبكم ولو كانت الأبواب جاءت بالنصب لم يكن لحنا ، وكان نصبه على توجيه المفتحة في اللفظ إلى جنات ، وإن كان في المعنى للأبواب ، وكان كقول الشاعر :

وَما قَوْمي بثعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ *** وَلا بِفَزَارَةَ الشّعْرَ الرّقابا

ثم نوّنت مفتحة ، ونصبت الأبواب .

فإن قال لنا قائل : وما في قوله : مُفَتّحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ من فائدة خبر حتى ذكر ذلك ؟ قيل : فإن الفائدة في ذلك إخبار الله تعالى عنها أن أبوابها تفتح لهم بغير فتح سكانها إياها ، بمعاناة بيدٍ ولا جارحة ، ولكن بالأمر فيما ذُكر ، كما :

حدثنا أحمد بن الوليد الرملي ، قال : حدثنا ابن نفيل ، قال : حدثنا ابن دعيج ، عن الحسن ، في قوله : مُفَتّحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ قال : أبواب تكلم ، فتكلم : انفتحي ، انغلقي .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

و { جنات } بدل من «حسن » و { مفتحة } نعت للجنات . و { الأبواب } مفعول لم يسم فاعله ، والتقدير عند الكوفيين : مفتحة لهم أبوابها ، ولا يجوز ذلك عند أهل البصرة ، والتقدير عندهم : الأبواب منها ، وإنما دعا إلى هذا الضمير أن الصفة لا بد أن يكون فيها عائداً على الموصوف .