فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

ثم بين حسن المرجع فقال : { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ }قرئ بالنصب بدلا أو عطف بيان لحسن مآب وعدن وهو في الأصل الإقامة ، يقال عدن بالمكان إذا أقام فيه ، وقيل هو اسم لقصر في الجنة ، وقرئ برفع جنات على أنها خبر مبتدأ محذوف ، أي هي جنات عدن .

{ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ } حال من جنات ، والعالم فيها ما في المتقين من معنى الفعل ، والأبواب مرتفعة باسم المفعول ، كقوله : وفتحت أبوابها ، والرابط بين الحال وصاحبها ضمير مقدر ، أي منها أو الألف واللام لقيامه مقام الضمير ، إذ الأصل أبوابها ، وقيل ارتفاع الأبواب على البدل من الضمير في مفتحة العائد على جنات ، وبه قال أبو علي الفارسي ، أي مفتحة هي الأبواب ، قال الفراء : المعنى مفتحة لهم أبوابها ، والعرب تجعل الألف واللام خلفا من الإضافة ، وقال الزجاج المعنى مفتحة لهم الأبواب منها ، قال الحسن إن الأبواب يقال لها : انفتحي فتنفتح انغلقي فتنغلق ، وقيل تفتح لهم الملائكة الأبواب حال كونهم { مُتَّكِئِينَ فِيهَا . . } .