الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

ثم بين ذلك فقال : { جنات عدن } ، أي : جنات إقامة وثبات ، قال قتادة : سأل عمر كعبا : ما عدن ؟ فقال : يا أمير المؤمنين . قصور في الجنة من ذهب يسكنها النبيئون والصديقون والشهداء وأئمة العدل{[58470]} .

وقال ابن عمر : ( جنة عدن : قصر في الجنة ، له خمسة آلاف باب ، على كل باب خمسة آلاف خَيْرة{[58471]} ، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد ){[58472]} .

وقوله { مفتحة لهم الأبواب } أي : تفتح لهم الأبواب منها بغير فَتْحٍ سكانها{[58473]} لها بيد ، أو بمعاناة{[58474]} ، ولكن تنفتح بالأمر دون الفعل .

قال الحسن : ( تُكَلَّم ، فتتكلم{[58475]} ، انفتحي ، انغلقي ){[58476]} .

و( مفتحة ) : نعت ل( جنَتَّّات ) ، والضمير محذوف ، والتقدير : مفتحة لهم الأبواب منها{[58477]} .


[58470]:انظر: جامع البيان 23/111، وجامع القرطبي 15/295.
[58471]:قال في اللسان (مادة: خير): (قال خالد بن جنبة: الخيرة من النساء: الكريمة النسب، الشريفة الحسب، الحسنة الوجه، الحسنة الخُلُق، الكثيرة المال، التي إذا ولدت أنجبت) فالمراد بها عند ابن عمر: الحور العين، والله أعلم.
[58472]:جاء في إعراب النحاس 3/468 بلفظه. وانظره في جامع القرطبي 15/219.
[58473]:(ح): سكناها.
[58474]:(ح): بمعناه.
[58475]:(ح): فتكلم.
[58476]:انظر: جامع البيان 23/112، وجامع القرطبي 15/219، وورد في الكشف والبيان 242 بلفظه.
[58477]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/627، وإعراب الزجاج 1/323، والمحرر الوجيز 14/43، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/316، والجنى الداني 199.