تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

بين حسن المرجع الذي يرجعون إليه حين قال عز وجل : { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ } أي مقام ، يقال : عدن في مكان كذا ، أي أقام ، كأنه قال : جنات مقام فيها { لا يبغون عنها حولا } [ الكهف : 108 ] ولا غيرها أعلى مما أخبر الله عز وجل : { ولا يبغون عنها حولا } .

وقال بعضهم : عدن الذي هو وسط الشيء كأنه ذكر أن الجنة عدن ، كانت وسط الجنان ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ } يحتمل قوله : { مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ } أبواب الجنة . يقال لهم : ادخل أي باب من أبوابها شئت على ما يقوله بعض الناس .

وجائز أن تكون أبواب كل أحد منهم في الجنة ، تكون مفتحة ، لأن الإغلاق في الأبواب إنما يكون في الدنيا إما لخوف السرق أو نظر الناس إلى أهله وحرمه وخوف نظر أهله إلى الناس . لهذا المعنى تتخذ الأبواب في الدنيا ، والغلق والإغلاق دونهم ، وليس ذلك المعنى في الجنة لما أخبر أن أزواجهم يكن قاصرات الطرف ، لا ينظرن إلى غير أزواجهن ، ولا يكون فيها أبواب لما ذكرنا أن الأبواب إنما تتخذ لخوف السرق والنظر في حرمهم ، والله أعلم .