إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ} (50)

{ جنات عَدْنٍ } عطفُ بيانٍ لحسنَ مآبٍ عندَ من يجوِّزُ تخالفَهما تعريفاً وتنكيراً فإنَّ عَدْناً مَعْرِفةٌ لقولِه تعالى : { جنات عَدْنٍ التي وَعَدَ الرحمن عِبَادَهُ } [ سورة الكهف ، الآية31 ] أو بدلٌ منه أو نصب على المدحِ . وقولُه تعالى : { مفَتَّحَةً لَهُمُ الأبواب } حالٌ من جنَّاتِ عَدْنٍ ، والعاملُ فيها ما في للمتَّقين من معنى الفعلِ . والأبوابُ مرتفعةٌ باسمِ المفعولِ والرَّابطُ بين الحالِ وصاحبِها إمَّا ضميرٌ مقدَّرٌ كما هو رأيُ البصريِّينَ أي الأبوابُ منها أو الألفُ واللاَّمُ القائمةُ مقامَه كما هو رأيُ الكوفيِّينَ إذِ الأصلُ أبوابُها ، وقُرئتا مرفوعتينِ على الابتداءِ والخبرِ ، أو على أنَّهما خبرانِ لمحذوفٍ أي هي جنَّاتُ عدنٍ هي مفتّحةٌ .