تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ} (29)

يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يذكر الناس ، مسلمهم وكافرهم ، لتقوم حجة الله على الظالمين ، ويهتدي بتذكيره الموفقون ، وأنه لا يبالي بقول المشركين المكذبين وأذيتهم وأقوالهم التي يصدون بها الناس عن اتباعه ، مع علمهم أنه أبعد الناس عنها ، ولهذا نفى عنه كل نقص رموه به فقال : { فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } أي : منه ولطفه ، { بِكَاهِنٍ } أي : له رئي من الجن ، يأتيه بأخبار بعض الغيوب ، التي يضم إليها مائة كذبة ، { وَلَا مَجْنُونٍ } فاقد للعقل ، بل أنت أكمل الناس عقلا ، وأبعدهم عن الشياطين ، وأعظمهم صدقا ، وأجلهم وأكملهم ،

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ} (29)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَذَكّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نّتَرَبّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبّصُواْ فَإِنّي مَعَكُمْ مّنَ الْمُتَرَبّصِينَ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فذكر يا محمد من أرسلت إليه من قومك وغيرهم ، وعظهم بنعم الله عندهم فَما أنْتَ بنِعْمَةِ رَبّكَ بكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ يقول فلست بنعمة الله عليك بكاهن تتكهَن ، ولا مجنون له رئيّ يخبر عنه قومه ما أخبره به ، ولكنك رسول الله ، والله لا يخذلك ، ولكنه ينصرك .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ} (29)

{ فذكر } فاثبت على التذكير ولا تكترث بقولهم . { فما أنت بنعمة ربك } بحمد الله وإنعامه . { بكاهن ولا مجنون } كما يقولون .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ} (29)

هذا أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء إلى الله ومتابعة نشر الرسالة ، ثم قال مؤنساً له : { فما أنت } بإنعام الله عليك أو لطفه بك { بكاهن ولا مجنون }{[10650]} . وكانت العرب قد عهدت ملابسة الجن والإنس بهذين الوجهين ، فنسبت محمداً صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فنفى الله تعالى عنه ذلك .


[10650]:قيل:إن قوله تعالى:{فما أنت بنعمة ربك} معناه القسم، أي: وبنعمة الله ما أنت بكاهن ولا مجنون، وقيل: ليس قسما، وإنما هو كما تقول: ما أنت بحمد الله بجاهل، أي: قد برّأك الله تعالى من ذلك.