فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ} (29)

{ فذكر } أي اثبت ودم على ما أنت عليه من الوعظ والتذكير { فما أنت بنعمة ربك } التي أنعم الله بها عليك من رجاحة العقل ، وعلو الهمة ، والنبوة وكرم الفعال ، وطهارة الأخلاق ، أو ما أنت في حال اذكارك بنعمة ربك { بكاهن ولا مجنون } وقيل : المعنى انتفى عنك الكهانة والجنون بسبب نعمة الله عليك ، كما تقول : ما أنا بمعسر بحمد الله وغناه ، وقيل : الباء للقسم والتقدير ما أنت ونعمة الله بكاهن ولا مجنون ، والكاهن هو الذي يوهم أنه يعلم الغيب من دون وحي ، أي : ليس ما تقوله كهانة ، فإنك إنما تنطق بالوحي الذي أمرك الله بإبلاغه ، والمقصود في الآية رد ما كان يقوله المشركون أنه كاهن أو مجنون .