بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَذَكِّرۡ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ} (29)

ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يعظ الناس ولا يبالي في قولهم .

فقال عز وجل : { فَذَكّرْ } يعني : فعظ بالقرآن { فَمَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ } يعني : برحمة ربك . ويقال : هو كقوله : ما أنت بحمد الله مجنون . وقال أبو سهل : متعظ بالقرآن ، ولست أنت والحمد لله { بكاهن وَلاَ مَجْنُونٍ } ويقال : فذكر . يعني : ذكرهم بما أعتدنا للمؤمنين المتقين ، وبما أعتدنا للضالين الكافرين { فَمَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بكاهن وَلاَ مَجْنُونٍ } يعني : لست تقول بقول الكهنة ، ولا تنطق إلا بالوحي .