الآيتان 28 و29 وقوله تعالى : { إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم } ]{[20005]} { فذكّر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون } أي بما أنعم عليك من النبوّة والقرآن لست بكاهن ولا مجنون . ثم هذا يخرّج على وجهين :
أحدهما : أي إنك لم تقابل نعمة ربك [ بما يَجب أن تُبتلى بجنون أم كهانة أو ما ذكروا قبل .
والثاني : أي أنت بنعمة ربك ]{[20006]} عوفيت ، وعُصمت عما ذكروا من الجنون والسحر وغير ذلك ، والله أعلم .
دلّت هذه الآية على أنهم قالوا : إنه كاهن ومجنون . وكذا كانت عادة أولئك ؛ إنهم ينسُبون الحجج عند عجزهم عن مقابلتها إلى السحر ، والأنباء المتقدمة إلى الكهانة ، وخلاف رسلهم عليهم السلام لقادتهم وفراعنتهم إلى الجنون ، والكلام المُستملَح والمستلذّ إلى الشِّعر تلبيسا للأمر على أتباعهم . هذه كانت عادتهم مع العلم منهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كذلك لما لم يختلف إلى أحد من الكهنة ولا السحرة ، ولا كان القرآن على نظم الشعر ، وعجزوا عن إتيان مثله ، وهم عن الشعر غير عاجزين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.