تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

ثم خص الإنسان ، وذكر ابتداء خلقه { مِنْ عَلَقٍ } فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره ، لا بد أن يدبره بالأمر والنهي ، وذلك بإرسال الرسول إليهم{[1455]} ، وإنزال الكتب عليهم ، ولهذا ذكر{[1456]}  بعد الأمر بالقراءة خلقه{[1457]}  للإنسان .


[1455]:- في ب: بإرسال الرسل.
[1456]:- في ب: ولهذا أتى.
[1457]:- في ب: بخلقه.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

وجملة { خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ } بدل من قوله { الذي خَلَقَ } بدل بعض من كل ، إذ خلق الإِنسان يمثل جزءا من خلق المخلوقات التى لا يعلمها إلا الله .

و " العلق " الدم الجامد ، وهو الطور الثانى من أطوار خلق الإِنسان .

وقيل : العلق : مجموعة من الخلايا التى نشأت بطريقة الانقسام عن البويضة الملقحة ، وسمي " علقا " لتعلقه بجدار الرحم .

والمقصود من هذه الجملة الكريمة بيان مظهر من مظاهر قدرته - تعالى - فكأنه - سبحانه - يقول : إن من كان قادراً على أن يخلق من الدم الجامد إنساناً يسمع ويرى ويعقل . . قادر - أيضاً - على أن يجعل منك - أيها الرسول الكريم - قارئاً ، وإن لم تسبق لك القراءة .

وخص - سبحانه - خلق الإِنسان بالذكر ؛ لأنه أشرف المخلوقات ، ولأن فيه من بدائع الصنع والتدبير ما فيه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

ثم مثل لهم من المخلوقات ما لا مدافعة فيه ، وما يجده كل مفطور في نفسه ، فقال : { خلق الإنسان من علق } ، وخلقه الإنسان من أعظم العبر حتى أنه ليس في المخلوقات التي لدينا أكثر عبراً منه في عقله وإدراكه ورباطات بدنه وعظامه ، والعلق جمع علقة ، وهي القطعة اليسيرة من الدم ، و { الإنسان } هنا : اسم الجنس ، ويمشي الذهن معه إلى جميع الحيوان ، وليست الإشارة إلى آدم ، لأنه مخلوق من طين ، ولم يكن ذلك متقرراً عند الكفار المخاطبين بهذه الآية ، فلذلك ترك أصل الخلقة وسيق لهم الفرع الذي هم به مقرون تقريباً لأفهامهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني جلّ ثناؤه بقوله : "اقْرأْ باسِمِ رَبّكَ" محمدا صلى الله عليه وسلم، يقول : اقرأ يا محمد بذكر ربك الّذِي خَلَقَ ، ثم بين الذي خلق فقال : "خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ عَلَقٍ" يعني : من الدم ، وقال : من علق والمراد به من علقة...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

...والعلقة قطعة من دم رطب سميت بذلك لأنها تعلق لرطوبتها بما تمر عليه ، فإذا جفت لم تكن علقة... ويحتمل مراده بذلك وجهين :

أحدهما : أن يبين قدر نعمته على الإنسان بأن خلقه من علقة مهينة حتى صار بشراً سوياً وعاقلاً متميزاً .

الثاني : أنه كما نقل الإنسان من حال إلى حال حتى استكمل ، كذلك نقلك من الجهالة إلى النبوة حتى تستكمل محلها . ...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

تخصيص لبعض ما ذكره بقوله ( الذي خلق ) لأنه يشتمل على الإنسان وغيره ، وإنما أفرد الإنسان بالذكر تشريفا له وتنبيها على ما خصه الله به من سائر الحيوان ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{ الذي خَلَقَ } مبهماً ، ثم فسره بقوله : { خَلَقَ الإنسان } تفخيماً لخلق الإنسان، ودلالة على عجيب فطرته . ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

تخصيص للإنسان بالذكر من بين جملة المخلوقات ، إما لأن التنزيل إليه أو لأنه أشرف ما على وجه الأرض ... احتج الأصحاب بهذه الآية على أنه لا خالق غير الله تعالى ، ...

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

وفى الآية تلويح بأَن الإنسان خلق للقراءة والدراية ؛ إذ ذكر مع الأَمر بهما كما ذكر بذلك في قوله عز وجل { الرحمن علم القرآن خلق الإنسان } [ الرحمن : 1 - 3 ] ...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

قال الإمام : أي ومن كان قادرا على أن يخلق من الدم الجامد إنسانا ، وهو الحي الناطق الذي يسوده بعلمه على سائر المخلوقات الأرضية ، ويسخرها لخدمته ، يقدر أن يجعل من الإنسان الكامل مثل النبي صلى الله عليه وسلم قارئا ، وإن لم يسبق له تعلم القراءة ، وجاء بهذه الآية بعد سابقتها ليزيد المعنى تأكيدا ، كأنه يقول لمن كرر القول( إنه ليس بقارئ ) : أيقن أنك قد صرت قارئا بإذن ربك الذي أوجد الكائنات ، وما القراءة إلا واحدة منها ، والذي أنشأ الإنسان خلقا كاملا من دم جامد لا شكل فيه ولا صورة ، وإنما القراءة صفة عارضة على ذلك الإنسان الكامل ، فهي أولى بسهولة الإيجاد ....

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وخص خلق الإِنسان بالذكر من بين بقية المخلوقات لأنه المطَّرد في مقام الاستدلال إذ لا يَغفُلُ أحد من الناس عن نفسه ولا يخلو من أن يخطر له خاطر البحث عن الذي خلقه وأوجده ولذلك قال تعالى : { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } [ الذاريات : 21 ] . وفيه تعريض بتحميق المشركين الذين ضلوا عن توحيد الله تعالى مع أن دليل الوحدانية قائم في أنفسهم ....