النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

{ خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ } يريد بالإنسان جنس الناس كلهم ، خلقوا من علق بعد النطفة ، والعلق جمع علقة ، والعلقة قطعة من دم رطب سميت بذلك لأنها تعلق لرطوبتها بما تمر عليه ، فإذا جفت لم تكن علقة ، قال الشاعر :

تركْناه يخرُّ على يديْه *** يَمُجُّ عليهما عَلَقَ الوتين

ويحتمل مراده بذلك وجهين :

أحدهما : أن يبين قدر نعمته على الإنسان بأن خلقه من علقة مهينة حتى صار بشراً سوياً وعاقلاً متميزاً .

الثاني : أنه كما نقل الإنسان من حال إلى حال حتى استكمل ، كذلك نقلك من الجهالة إلى النبوة حتى تستكمل محلها .