السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

وقوله تعالى : { خلق الإنسان } أي : هذا الجنس الذي من شأنه الإنس بنفسه ، وما رأى من أخلاقه وحسنه وما ألفه من أبناء جنسه تخصيص بالذكر من بين ما يتناوله الخلق ؛ لأنّ التنزيل إليه وهو أشرف ما على الأرض ، ويجوز أن يراد الذي خلق الإنسان كما قال الله تعالى : { الرحمن 1 علم القرآن 2 خلق الإنسان } [ الرحمن : 1 3 ] فقيل : الذي خلق مبهماً ، ثم فسره بقوله : { خلق الإنسان } تفخيماً لخلق الإنسان ، ودلالة على عجيب فطرته ، وقوله تعالى : { من علق } جمع علقة ، وهي الدم الجامد ، فإذا جرى فهو المسفوح ، ولما كان الإنسان اسم جنس في معنى الجمع جمع العلق ، ولمشاكلة رؤوس الآي أيضاً .