فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

{ خلق الإنسان من علق } يعني بني آدم ، والعلقة الدم الجامد ، وإذا جرى فهو المسفوح ، وقال : ( من علق ) جمع علقة ؛ لأن المراد بالإنسان الجنس ، والمعنى خلق جنس الإنسان من جنس العلق ، وإذا كان المراد بقوله { الذي خلق } كل المخلوقات فيكون تخصيص الإنسان بالذكر تشريفا له لما فيه من بديع الخلق وعجيب الصنع ، وإذا كان المراد بالذي خلق ، الذي خلق الإنسان فيكون الثاني تفسيرا للأول ، والنكتة ما في الإبهام ثم التفسير من التفات الذهن وتطلعه إلى معرفة ما أبهم أولا ثم فسر ثانيا ، وقال : ( من علق ) ولم يقل من نطفة مراعاة للفواصل .