البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

ثم ذكر خلق الإنسان ، وخصه من بين المخلوقات لكونه هو المنزل إليه ، وهو أشرف .

قال الزمخشري : أشرف ما على الأرض ، وفيه دسيسة أن الملك أشرف .

وقال : ويجوز أن يراد الذي خلق الإنسان ، كما قال : { الرحمن علم القرآن خلق الإنسان } فقيل : الذي خلق مبهماً ،

ثم فسره بقوله : خلق تفخيماً لخلق الإنسان ودلالة على عجيب فطرته ، انتهى .

والإنسان هنا اسم جنس ، والعلق جمع علقة ، فلذلك جاء من علق ، وإنما ذكر من خلق من علق لأنهم مقرون به ، ولم يذكر أصلهم آدم ، لأنه ليس متقرراً عند الكفار فيسبق الفرع ، وترك أصل الخلقة تقريباً لأفهامهم .