الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ} (2)

قوله : { الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ } يجوزُ أَنْ يكونَ " خَلَقَ " الثاني تفسيراً ل " خَلَقَ " الأول يعني أنه أَبْهمه أولاً ، ثم فَسَّره ثانياً بخَلْقِ الإِنسانِ تفخيماً لخَلْقِ الإِنسانِ . ويجوزُ أَنْ يكونَ حَذَفَ المفعولَ مِنْ الأولِ ، تقديرُه : خَلَقَ كلَّ شيءٍ لأنَّه مُطْلَقٌ فيتناوَلُ كلَّ مخلوق .

وقوله : { خَلَقَ الإِنسَانَ } : تخصيصٌ له بالذِّكْرِ مِنْ بَيْنِ ما يتناوَلُه الخَلْقُ ؛ لأنَّ التنزيلَ إليه . ويجوزُ اَنْ يكونَ تأكيداً لفظياً ، فيكونُ قد أكَّد الصلةَ وحدَها ، كقولك : " الذي قام قام زيدٌ " والمرادُ بالإِنسانِ الجنسُ ، ولذلك قال : { مِنْ عَلَقٍ } جمعَ عَلَقة ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ مخلوقٌ مِنْ عَلَقَةٍ كما في الآية الآخرى .