تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

{ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } أي : قطعا متفرقة وجماعات متوزعة{[1234]} ، كل منهم بما لديه فرح .


[1234]:- في ب: متنوعة.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

والمراد بقوله : { عَنِ اليمين وَعَنِ الشمال } : جميع الجهات ، إلا أنه عبر بهاتين الجهتين ، لأنهما الجهتان اللتان يغلب الجلوس فيهما حول الشخص .

وقوله : { عِزِينَ } تصوير بديع لالتفافهم من حوله متفرقة فى مشاربها ، وفى مآربها ، وفى طباعها .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

{ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } قال : العزين : العُصَب من الناس ، عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار . حدثنا أبو عامر ، حدثنا قرة ، عن الحسن{[29334]} في قوله : { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } متفرقين ، يأخذون يمينًا وشمالا يقولون : ما قال هذا الرجل ؟

وقال قتادة : { مُهْطِعِينَ } عامدين ، { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } أي : فِرَقًا حول النبي صلى الله عليه وسلم لا يرغبون في كتاب الله ، ولا في نبيه صلى الله عليه وسلم .

وقال الثوري ، وشعبة ، وعيسى بن يونس وعَبْثَر بن القاسم{[29335]} ومحمد بن فضيل ، ووَكِيع ، ويحيى القطان ، وأبو معاوية ، كلهم عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر بن سمرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم{[29336]} وهم حلق ، فقال : " ما لي أراكم عزين ؟ "

رواه أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن جرير ، من حديث الأعمش ، به{[29337]}

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا مُؤَمَّل ، حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حِلَق حِلق ، فقال : " ما لي أراكم عزين ؟ " {[29338]} .

وهذا إسناد جيد ، ولم أره في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه .


[29334]:- (2) في م : "عن الحسين".
[29335]:- (3) في م : "وعبثر بن القاسم وعيسى بن يونس".
[29336]:- (4) في م : "خرج على أصحابه".
[29337]:- (5) المسند (5/93) وصحيح مسلم برقم (430) وسنن أبي داود برقم (4823) وسنن النسائي الكبرى برقم (11622) وتفسير الطبري (29/54).
[29338]:- (1) تفسير الطبري (29/54).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

وقوله : عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِين يقول : عن يمينك يا محمد ، وعن شمالك متفرّقين حلقا ومجالس ، جماعة جماعة ، معرضين عنك وعن كتاب الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : فمَا لِلّذِين كَفَرُوا قِبَلَك مُهْطِعِين قال : قبلك ينظرون عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ قال : العزين : العصب من الناس عن يمين وشمال ، معرضين عنه ، يستهزئون به .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ قال : مجالس مجنبين .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فَمَما لِلّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطعِينَ يقول : عامدين عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ : أي فرقا حول نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ، لا يرغبون في كتاب الله ولا في نبيه .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله : عزِينَ قال : العزين : الحلق المجالس .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : عِزِينَ قال : حلقا ورفقاء .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ قال : العزين : المجلس الذي فيه الثلاثة والأربعة ، والمجالس الثلاثة والأربعة أولئك العزون .

حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : أخبرنا أبو الأحوص ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة يرفعه قال : «مالي أرَاكُمْ عِزِينَ » والعزين : الحلق المتفرّقة .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا شقيق ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حِلَق حِلَق ، فقال : «مالي أرَاكمْ عِزِينَ » .

حدثني أبو حُصين ، قال : حدثنا عبثر ، قال : حدثنا الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة الطائي ، عن جابر بن سمرة ، قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متفرّقون ، فقال : «مالَكُمْ عِزِينَ » .

حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزوي ، قال : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر من سمرة ، قال : جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس ، فقال : «مالي أرَاكُمْ عِزِينَ حِلَقا » .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر بن سمرة ، قال : جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس ، فقال : «مالي أرَاكُمْ عِزِينَ حِلَقا » .

حدثني ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة الطائي ، قال : حدثنا جابر بن سمرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم حلق ، فقال : «مالي أرَاكُمْ عِزِينَ » يقول : حلقا ، يعني قوله : عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا قرة ، عن الحسن ، في قوله : عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ قال : عزين : متفرّقين ، يأخذون يمينا وشمالاً ، يقولون : ما قال هذا الرجل ؟

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا حماد بن مسعدة ، قال : حدثنا قرة ، عن الحسن ، مثله .

وواحد العزين : عزوة ، كما واحد الثّبين ثُبَة ، وواحد الكُرين كرة . ومن العِزين قول راعي الإبل :

أخَلِيفَةُ الرّحْمَنِ إنّ عَشِيرَتِي *** أمسَى سَوَامُهُمُ عِزِينَ فُلُولا

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

عن اليمين وعن الشمال عزين فرقا شتى جمع عزة وأصلها عزوة من العزو وكأن كل فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه الأخرى وكان المشركون يحتفون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقة ويستهزئون بكلامه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

و : { عزين } جمع عزة ، قال بعض النحاة أصلها عزوة ، وقال آخرون منهم : أصلها عزهة ، وجمعت بالواو والنون عوضاً مما انحذف منها نحو سنة وسنون ، ومعنى العزة : الجمع اليسير فكأنهم كانوا ثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة ومنه قول الراعي : [ الكامل ]

أخليفة الرحمن إن عشيرتي*** أمس سراتهم إليك عزينا{[11335]}

وقال أبو هريرة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم حلق متفرقون فقال : «ما لي أراكم عزين »{[11336]}


[11335]:الشاعر هو حصين بن معاوية، من بني نمير، وكان يقال لأبيه في الجاهلية: معاوية الرئيس، وكان سيدا، وإنما قيل له: "الراعي" لأنه كان يصف راعي الإبل، وقيل: سمي "راعي الإبل" ببيت قاله. والسراة: الأشراف الكرام، وهي جمع سري التي تعطي معنى المروءة والسخاء والشرف، وعزين: متفرقون جماعات جماعات. وهي موضع الشاهد في البيت.
[11336]:أخرجه ابن مردويه عن أبي هريرة، وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال: (مالي أراكم عزين حلقا حلق الجاهلية، قعد رجل خلف أخيه)، وأخرج عبد بن حميد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن مردويه مثله عن جابر بن سمرة. (الدر المنثور).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

وموقع قوله : { عن اليمين وعن الشمال } مثل موقع { قبلك } وموقع { مهطعين . } والمقصود : كثرة الجهات ، أي واردين إليك .

والتعريف في { اليمين } و { الشمال } تعريف الجنس أو الألف واللام عوض عن المضاف إليه .

والمقصود من ذكر اليمين والشمال : الإِحاطة بالجهات فاكتفي بذكر اليمين والشمال ، لأنهما الجهتان اللتان يغلب حلولهما ، ومثله قول قَطَريّ بن الفُجَاءَةِ :

فلقد أراني للرماح دَريئَةً *** مِن عَنْ يميني مَرّة وأَمامي

يريد : من كل جهة .

و { عزِين } حال من { الذين كفروا } . و { عزين } : جمع عِزَة بتخفيف الزاي ، وهي الفِرقة من النّاس ، اسم بوزن فِعْلَة . وأصله عِزوة بوزن كِسوة ، وليست بوزن عِدَة . وجرى جمع عِزة على الإِلحاق بجمع المذكر السالم على غير قياس وهو من باب سَنَة من كل اسم ثلاثي حذفت لاَمه وعُوض عنها هاء التأنيث ولم يكسّر مثل عِضَة ( للقطعة ) .

وهذا التركيب في قوله تعالى : { فما للذين كفروا قِبَلك مهطعين } إلى قوله { جنة نعيم } يجوز أن يكون استعارة تمثيلية شبه حالهم في إسراعهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحال من يُظن بهم الاجتماع لطلب الهدى والتحصيل على المغفرة ليدخلوا الجنة لأن الشأن أن لا يلتف حول النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ طالبوا الاهتداء بهديه .

والاستفهام على هذا مستعمل في أصل معناه لأن التمثيلية تجري في مجموع الكلام مع بقاء كلماته على حقائقها .

ويجوز أن يكون الكلام استفهاماً مستعملاً في التعجيب من حال إسراعهم ثم تكذيبهم واستهزائهم .