الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

{ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } حلقاً وفرقاً عصبة عصبة وجماعة جماعة متفرقين ، والعزين : جماعات في تفرقة ، واحدتها عزة ونظيرها في الكلام ثبته وثبتين وكره وكرين وقله وقلين ، قال عنترة :

وقرن قد تركت لذي ولي *** عليه الطير كالعضب العزين

وقال الراعي :

أخليفة الرحمن إنّ عشيرتي *** أمسى سوائمهم عزين فلولا

وقال آخر :

كأن الجماجم من وقعها *** خناطيل يهون شتى عزينا

وأخبرني عقيل أن المعافى أخبرهم عن ابن جرير ، قال : حدّثنا بكار قال : حدّثنا مؤمل قال : حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة : " أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حلق حلق فقال : " ما لي أراكم عزين " .

قال المفسّرون : كان المشركون يجتمعون حول النبيّ صلى الله عليه وسلم ويتسمعون كلامه ولا ينتفعون به ، بل يكذبونه ويكذبون عليه ويستهزؤون به وبأصحابه ، ويقولون : دخل هؤلاء الجنّة كما يقول محمد ، فلندخلها قبلهم وليكونن لنا فيها أكثر مما لهم فأنزل الله سبحانه : { أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ }